اشياء قد لا تعرفها عن أنواع الصدمات النفسية وكيف يمكن علاجها


الصدمات النفسية هي استجابة طبيعية لبعض الأحداث المرهقة التي قد يمر بها الشخص، على سبيل المثال قد تعاني من صدمة قوية نتيجة التواجد في موقع حادث مأساوي أو تشهد أحد الكوارث الطبيعية، لكن ليس كل حدث مرهق يصيبك بصدمة نفسية لاختلاف أنواع الصدمات، وفي المقالة التالية نناقش سويًا أنواع الصدمات النفسية المختلفة وأعراضها وكيفية علاجها بالتفصيل.

تعريف الصدمة النفسية

الصدمة النفسية هي عبارة عن استجابة نفسية وعاطفية تجاه حدث مروع مثل كارثة طبيعية او اغتصاب وغيرها، وتأتي كرد فعل طبيعي على أي تهديد جسدي أو نفسي يتعرض له الشخص، يمكن أن يصاب الشخص بصدمة نفسية عقب الحدث مباشرة، وتستمر على المدى الطويل، حيث يعاني من الإرهاق أو العجز وصعوبة تجاوز التجربة. الصدمة النفسية ينتج عنها آثار طويلة المدى تؤثر على حياة الشخص في حالة استمرار الأعراض بنفس الوتيرة وعدم انخفاض شدتها، وتطور لتصح اضطراب نفسي مزمن يسمى اضطراب ما بعد الصدمة “PTSD”.

أسباب الأمراض النفسية الجسدية واعراضها وطرق علاجها ؟

ما هي أعراض الصدمة النفسية

تتفاوت شدة أعراض الصدمة من شخص لآخر وفقًا لمجموعة من العوامل مثل طبيعة الشخص، وهل يعاني من أمراض نفسية أم لا، وما إذا كان تعرض سابقًا لصدمة ما، والأعراض تكون كالتالي:

1- الاستجابة النفسية

  • الغضب والإنكار.
  • الخوف والحزن.
  • الارتباك.
  • القلق والاكتئاب.
  • اليأس أو الشعور بالذنب.
  • صعوبة التركيز.
  • كوابيس وذكريات مؤلمة.

2- الاستجابات الجسدية

  • الصداع.
  • التعرق.
  • خفقان القلب.
  • اضطراب الجهاز الهضمي.
  • الإعياء.
  • فرط النشاط.
  • صعوبة النوم.
  • تعاطي المخدرات.

أعراض الصدمة النفسية

ما هي أنواع الصدمات النفسية

هناك عدة أنواع من الصدمات النفسية وفقًا لتصنيف الأطباء، وهي:

  1. الصدمات الحادة: وهي صدمة تنتج عن حدث واحد فقط خطير أو مرهق.
  2. الصدمات المزمنة: هي ناتجة عن التعرض لأحداث مرهقة للغاية بصورة متكررة لفترة طويلة، مثل العنف الأسري أو التنمر.
  3. صدمات معقدة: هي الصدمات الناتجة عن أحداث عديدة صادمة.
  4. الصدمات الثانوية: يصاب الشخص هنا بأعراض الصدمة عن طريق التواصل أو التقارب مع شخص تعرض لحادث مأساوي.

ما هي العلاقة بين الاضطرابات النفسية وتعاطي المخدرات

تأثير الصدمات النفسية على الدماغ

تؤثر الصدمات النفسية على بعض مناطق الدماغ مثل الحصين، واللوزة وقشرة الفص، حيث يحدث تغيير دائم وقوي في هذه المناطق يؤثر على بعض وظائف الجسم، ينكمش حجم منطقة الحصين مما يضعف الذاكرة والإدراك، كما ترتفع نسب بعض المواد المسئولة ع الشعور بالإجهاد ومنها الكورتيزول والنورادرينالين مما يسبب الإرهاق الشديد والتعب والحزن. وفقًا للدراسات والأبحاث، بعض العلاجات تكون فعالة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة، حيث تعزز من تكوين الخلايا العصبية، بالإضافة إلى تقوية الذاكرة، وزيادة حجم منطقة الحُصين مرة أخرى.

تأثير الصدمة النفسية على القلب

الصدمات النفسية يكون لها آثار خطيرة على القلب وأحيانًا مميتة أو قاتلة، وكما أجمعت الدراسات تأثير الصدمة النفسية على القلب يظهر في صورة خفقان شديد وارتفاع مفاجئ في معدل ضغط الدم قد ينتهي بنوبة قلبية تسبب الوفاة، الصدمات العاطفية الناتجة عن وفاة الزوج أو أحد الوالدين أو شخص مقرب، قد تسبب الموت نتيجة لنوبة قلبية قوية.

مراحل علاج الصدمة النفسية

يمر علاج الصدمة النفسية بالعديد من المراحل التي تهدف إلى تحسين حياتهم، وتشمل:

1- العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي يساعد على تغيير أنماط التفكير لكي يتم تعديل السلوكيات، والتحكم في المشاعر والعواطف التي تتملك الشخص الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة.

2- العلاج الجسدي

بعض الأطباء يستخدمون تقنيات جسدية تعتمد على مساعدة العقل والجسم على تقبل الصدمات، وأبرزها: التجربة الجسدية ،”يساعد هذا النوع الشخص المريض على الاحتفاظ بالذكريات المؤلمة في مكان آمن”.

3- العلاج النفسي الحسي الحركي

يجمع بين العلاج النفسي والتقنيات التي تستهدف تحويل الذكريات المؤلمة إلى مصادر ونقاط قوة.

4- العلاج بالأدوية

تساعد الأدوية على التحكم في أعراض الصدمات النفسية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم، لكن لا يمكنها بمفردها أن تكون علاجًا كاملًا وفعالًا، لذلك يحدد الطبيب أنواع العلاجات المستخدمة إلى جانب هذا النوع وفقًا لحالة المريض.

مراحل علاج الصدمة النفسية

ما هي الاضطرابات النفسية لكبار السن وطرق علاجها

من الأكثر عرضة للإصابة بالاضطراب

يمكن أن يصاب أي شخص باضطراب ما بعد الصدمة، وقد يحدث ذلك في أي مرحلة عمرية، يشمل ذلك الأطفال أو الأشخاص الذين تعرضوا لاعتداء جنسي أو عنف جسدي أو إساءة معاملة أو تعرضوا لكارثة خطيرة، وفقًا للإحصائيات، حوالي 8 من كل 100 شخص يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة خلال أحد مراحل حياتهم، والنساء هم الأكثر عرضة لذلك مقارنة بالرجال.

الجينات الوراثية تلعب دورًا هامًا، حيث يصبح بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة في حالة إصابة أحد الوالدين به، الأشخاص الذين فقدوا أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء هم أكثر عرضة للصدمات النفسية، خاصة إذا حدث الموت بشكل مفاجئ.

عوامل تزيد من خطر الاصابة بالصدمات النفسية

إضافة إلى ما سبق، إليك عوامل تزيد من خطر الإصابة بالصدمات النفسية:

  • العيش في مجتمع خطير وغير آمن.
  • صدمة قوية خلال مرحلة الطفولة.
  • الشعور بالخوف الشديد أو الرعب.
  • ضعف الدعم الاجتماعي او الأسري عقب التعرض لحادث ما.
  • وجود تاريخ مع اضطرابات عقلية أو تعاطي المخدرات.

ما هي أعراض الهوس الاكتئابي وأسبابه وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه

كيف يمكن التخلص من الاضطرابات النفسية

يمكنك التغلب على الاضطرابات النفسية بإتباع بعض الخطوات إلى جانب العلاجات الطبية، وأهمها:

  • ممارسة الرياضة

تساعد التمارين الرياضية على التخفيف من الاستجابة الجسدية للصدمات، حيث يفرغ الشخص طاقته، ويتخلص من مشاعر العنف والقتال التي تتملكه، يمكنك ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة على الأقل يوميًا وسوف تشعر بتحسن ملحوظ.

  • تمارين اليقظة والتنفس

تساعد تمارين التنفس واليقظة على منع الشخص عن التفكير في الأحداث والذكريات المؤلمة.

  • التواصل مع الآخرين

العزلة والانطواء بعيدًا عن الآخرين هو أحد الاعراض الشائعة للصدمة النفسية، لذلك حاول التواصل مع الآخرين وإجراء محادثات معهم لتشعر بتحسن.

  • نظام حياة متوازن

يعاني مريض اضطراب ما بعد الصدمة من صعوبة الاسترخاء أو النوم، ويساعد نظام الحياة المتوازن على الشعور بتحسن، ويتضمن:

  1. النوم لفترة تتراوح بين 7-9 ساعات يوميًا.
  2. إتباع نظام غذائي صحي.
  3. تجنب تعاطي المخدرات أو الكحول.
  4. التقليل من التوتر والارتباك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *