تعرف علي كل ما يدور فى ذهنك حول اضطراب الهوية الجنسية وكيفية علاجه


اضطراب الهوية الجنسية كلمة توحي من سماعها لأول مرة بأننا سوف نتحدث عن أحد الاضطرابات النفسية، وما يصاحبها من أسباب وأعراض وطرق للعلاج إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة.

فلهذا الموضوع أبعاد كثيرة جدًا تعتمد على النظرة المجتمعية والدينية والمدنية وغيرها، وحتى العلم لم يصل حتى الآن إلى إجابة شافية تحسم الأمر.
نعرض لكم إذا في هذه المقالة كل ما يخص اضطراب الهوية الجنسية، وما توصلنا إليه حتى الآن.

تعريف اضطراب الهوية الجنسية

اضطراب الهوية الجنسية( General Identity Disorder GID) هو عدم التطابق بين الهوية الجنسية والجنس المحدد عند الولادة.

وقد تم استخدام هذا المصطلح من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية حتى عام 2013م، إلا أن هذا الأمر تم التوقف عنه لما يصاحبه من إحساس بالوصم بسبب تسميته “اضطراب”.

وحاليًا تم استبدال ذلك بمصطلح( Gender dysphoria GD) والذي يعني عدم الارتياح أو الرضا بالهوية الجنسية، والذي يركز على شعور الشخص بدلًا من هويته الجنسية في حد ذاتها.

اقرأ ايضاً: ما هي صفات الرجل المثلي وهل المثلية مرض أم اختيار

أسباب اضطراب الهوية الجنسية

لا توجد أسباب محددة توضح كيفية الإصابة بهذا الاضطراب، إلا أنه من المعتقد أن الجينات مسؤولة عن 60% أو أكثر من مشاعر الهوية الجنسية، بالإضافة إلى بعض العوامل البيئية والتربوية الأخرى.

أعراض اضطراب الهوية الجنسية

من الممكن أن تظهر الأعراض منذ الطفولة، خاصة لدى النساء، إلا أن معظم الأشخاص لا يلقون بالًا لأي شعور بعدم الارتياح الخاص بالهوية الجنسية أثناء الطفولة، فتظهر الأعراض بشكل أكبر أثناء المراهقة والبلوغ، وتتضمن:

  • عدم الشعور بالتطابق بين الهوية الجنسية الداخلية والخصائص الجنسية الخارجية.
  • رغبة في أن يعاملهم الناس بنفس الطريقة التي يعاملون بها الجنس الآخر.
  • شعور عارم بعدم الارتياح بالهوية الجنسية المحددة أثناء الولادة.
  • اقتناع بامتلاك مشاعر وأحاسيس وردود أفعال الجنس الآخر.
  • رغبة في امتلاك الخصائص الجنسية الخارجية للجنس الآخر.
  • شعور بالإثارة والسعادة عند ارتداء ملابس الجنس الآخر.
  • الشعور بالانجذاب لنفس الجنس المحدد عند الولادة.
  • رغبة قوية في التحول إلى الجنس الآخر.

 

اقرأ ايضاً: ما هي الاضطرابات النفسية لكبار السن وطرق علاجها

تشخيص اضطراب الهوية الجنسية

يختلف التشخيص إلى حد ما بناء على عمر الشخص وذلك كالآتي:

تشخيص اضطراب الهوية الجنسية لدى البالغين

يتم تشخيص الGD لدى البالغين عند إصابة الشخص بعرضين أو تلاتة من الأعراض المذكورة سابقًا، والتي لابد أن تستمر لمدة 6 شهور على الأقل، وتتعارض مع قدرة الشخص على أن يحيا بطريقة طبيعية.

تشخيص اضطراب الهوية الجنسية لدى الأطفال

يعتبر التشخيص معقدًا أكثر لدى الأطفال، فيجب أن يختبر الطفل الأعراض لمدة 6 شهور أيضًا، إلا أنه يعاني على الأقل من 6 أعراض من الأعراض التالية:

  • الاهتمام بالألعاب والأنشطة التي تشتهر بانتشارها لدى الجنس الآخر وعدة الرغبة في ألعاب وأنشطة أبناء جنسهم.
  • الرغبة في الحصول على مظاهر خارجية جنسية للجنس الآخر عند البلوغ للتوافق مع شعورهم بهويتهم الجنسية.
  • الرغبة في التخلص من المظهر الخارجي الجنسي للجنس المحدد عند الولادة.
  • الرغبة في تمثيل دور الجنس الآخر في المسرحيات أو الألعاب.
  • رغبة شديدة في ارتداء ملابس الجنس الآخر.
  • رغبة شديدة في كونهم من الجنس الآخر.
  • الاهتمام برفاق اللعب من نفس الجنس.
  • رغبة شديدة في التعامل كالجنس الآخر.
  • كره شديد لمظهرهم الخارجي.

تشخيص اضطراب الهوية الجنسية

اقرأ ايضاً: ما هي أعراض اضطراب الوسواس القهري وطرق علاجه وتشخيصه

مضاعفات اضطراب الهوية الجنسية

يؤثر اضطراب الهوية الجنسية على الفرد بطريقتين، تشمل أحداها الأعراض النفسية والجسدية التي قد تنشأ على الشخص نتيجة ما يمر به، والأخرى بسبب ما يتعرض له من ضغط نفسي من قبل الأسرة والمجتمع.

المضاعفات الشخصية

تنقسم مضاعفات اضطراب الهوية الجنسية الي قسمين قسم متعلق بالشخصية وقسم متعلق بالمضاعفات الاجتماعية:

  • اضطرابات الأكل

قد يلجأ هؤلاء الأشخاص إلى الطعام كمخرج من القلق والانزعاج الذين يعانون منه، أو كعقابًا منهم للجسد الذي يكرهونه. كما من الممكن أن يصابوا ببعض الاضطرابات المعروفة كالشره العصبي.

  • الاكتئاب والقلق

تؤدي مشاعر اليأس والقلق المزمنة إلى الإصابة باضطراب الاكتئاب الحاد والقلق.

  • العزلة

يلجأ الشخص للعزلة بسبب عدم شعوره بالانتماء والتسامح ممن حوله.

  • الانتحار

تؤدي مشاعر القلق والاكتئاب التي يعاني منها الشخص لمدة طويلة في النهاية إلى إيذاء النفس والانتحار.

المضاعفات الاجتماعية

المضاعفات الاجتماعية لاضطرابات الهوية الجنسية:

  • التمييز والعنصرية

لم تنص كل الدول على قوانين تحمي المتحولين جنسيًا، مما يؤدي إلى عدم تكافؤ الفرص والخدمات، فيقل حصولهم على الخدمات الطبية على سبيل المثال.

  • جرائم الكراهية

يعد المتحولون جنسيًا أكثر عرضة للتعرض إلى العنف والاعتداء وجرائم الكراهية من غيرهم.

  • التحرش والتنمر

يتعرض اولئك الأشخاص للتحرش اللفظي والتنمر من قبل أقرانهم، خاصة في فترة المراهقة.

اقرأ ايضاً: اضطراب الشخصية الدقيقة | الاعراض والاسباب والعلاج

الفرق بين الشذوذ واضطراب الهوية الجنسية

الشذوذ الجنسي هو عبارة عن مشاعر رومانسية أو جنسية تجاه أشخاص من نفس النوع أو من النوعين معًا، ولا علاقة لذلك بالهوية الجنسية.

فعلي سبيل المثال قد يمتلك رجل ما مشاعر جنسية تجاه الرجال، أو الرجال والنساء معًا، دون أن تكون لديه أي مشكلة في هويته الجنسية كرجل، أو مظهره وخصائصة الرجولية الخارجية.

علاج اضطراب الهوية الجنسية

الهدف من علاج هذا الاضطراب هو معالجة الضيق والمشاعر السلبية الأخرى المرتبطة بشعور الهوية الجنسية الذي لا يتوافق مع جنسك المحدد عند الولادة فالمشكلة ليست في الهوية الجنسية، بل في الانزعاج المرتبط بها.

لذلك يفضل العلاج من خلال نهج الفريق مع الأطباء من مختلف التخصصات، بما في ذلك علم النفس والعمل الاجتماعي والغدد الصماء والمسالك البولية والجراحة، وتشمل خيارات العلاج:

  • العلاج النفسي

لا يرغب بعض الأشخاص في التحول الطبي أو الجراحي، وهنا يمكن اللجوء إلى العلاج النفسي للمساعدة على التخلص من مشاعر القلق أو عدم الارتياح التي تصاحب حدوث ذلك.

على سبيل المثال، قد يرغب الشخص في أن يعيش حياته طبقًا لجنسه المحدد عند الولادة، دون استخدام الهرمونات أو إجراء جراحة تأكيد الجنس.

  • العلاج بالهرمونات

بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في تطوير المزيد من الخصائص الجسدية لجنسهم المؤكد، يمكن أن تساعد الهرمونات على ذلك.

في الأطفال، يمكن لهرمونات منع سن البلوغ قمع التغيرات الجسدية المرتبطة بالبلوغ حتى يصلوا لمرحلة البلوغ، ويكونون مستعدين لتأكيد جنسهم.

أما في البالغين والمراهقين الذين تجاوزوا سن البلوغ، يمكن أن تساعد الهرمونات في تشجيع تطوير السمات الجسدية التي تؤكد جنسهم.

  • الجراحة

 يمكن أن تكون الإجراءات مثل إعادة بناء الصدر أو تكبير الثدي (الجراحة “العلوية”) وقص المثانة أو القضيب أو المهبل (الجراحة “السفلية”) جزءًا من عملية تأكيد الجنس.

وعادةً ما يقوم الأشخاص الذين يخضعون لعملية جراحية بذلك بعد اتخاذ خطوات أخرى في رحلة تأكيد الجنس أولاً، مثل تناول الهرمونات.

اقرأ ايضاً: اضطراب الشخصية الهستيرية حرب نفسية خارج السيطرة

اختبار اضطراب الهوية الجنسي

يتوفر على الإنترنت في الكثير من المواقع والشبكات بعض الاختبارات التي قد تساعدك على تحديد إذا ما كنت تعاني من هذا الاضطراب أم لا.

وتهدف تلك الاختبارات إلى السؤال عن المشاعر التي تنتابك فيما يخص هويتك الجنسية.

وبرغم أن هذه الاختبارات قد تم تصميمها من قبل خبراء نفسيين وبناء على دراسات عديدة، إلا أنها لا تزيد عن كونها أداة أولية فقط، ولا تكفي للتشخيص.

شاهد فيديو مستشفي الأمل للطب النفسي وعلاج الادمان والاقامة الفندقية المتميزة

الأسئلة الشائعة اضطراب الهوية الجنسية

خلال الاسطر القادمة سنناقش كافة الاسئلة حول اضظراب الهوية الجنسية:

ما الفرق بين المثلية واضطراب الهوية الجنسية؟

المثلية هي مشاعر جنسية يمتلكها الشخص لدى نفس النوع من أبناء جنسه، أما اضطراب الهوية الجنسي فيتعلق بعدم ارتياح الشخص بمشاعر هويته الجنسية التي تختلف عن مظهره الخارجي وجنسه المحدد عند الولادة.

هل يمكن علاج اضطراب الهوية الجنسية؟

يمكن علاج الأعراض النفسية من القلق والانزعاج التي تنتج عن اختلاف الهوية الجنسية مع المظهر الخارجي، كما يمكن العلاج بالهرمونات والجراحة للتحول جنسيًا للنوع الآخر.

هل يمكن للشخص المصاب باضطراب الهوية الجنسية الزواج؟

لا يوجد سبب عضوي يمنع الشخص المتحول جنسيًا من الزواج، إلا أنه يفضل التعامل مع الأعراض والنزاعات النفسية التي يعاني منها الشخص قبل القيام بذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *