دليلك الكامل حول الاضطراب العاطفي الوجداني وأهم أعراضه


الاضطراب العاطفي الوجداني يؤثر في المقام الأول على مشاعر الشخص وحالته المزاجية وطريقة تفكيره، وينعكس ذلك بالسلب على نمط سير حياته اليومية. كما يسبب مشكلات عديدة فيما يتعلق بالعمل أو المهام الوظيفية أو حتى الثقة بالنفس، لنتعرف معًا على ماهية الاضطراب الوجداني، وأسبابه وأعراضه، والمضاعفات التي قد تنتج عن الإصابة به، وكيف يتم تشخيصه، وما هي طرق علاجه.

ما هو الاضطراب العاطفي الوجداني

الاضطراب العاطفي الوجداني هو أحد الاضطرابات العقلية التي تمزج بين أعراض الاكتئاب الحاد والفصام والتوهم والهلوسة، إضافة إلى التقلبات المزاجية المستمرة. يوجد نوعين من الاضطراب العاطفي الوجداني وهما:

  1. ثنائي القطب: يجمع بين نوبات الاكتئاب والهوس.
  2. الاكتئاب: هو نوع يشمل نوبات اكتئاب عنيفة.

خطورة الاضطراب العاطفي الوجداني

ترجع خطورة الاضطراب الوجداني إلى تسببه في تدني مستوى إنجاز مهام العمل، أو تراجع المستوى الدراسي، أو ضعف التواصل الاجتماعي مع الآخرين، ويحتاج المرضى إلى دعم مساندة طبية كي يتمكنوا من أداء مهامهم اليومية بنجاح، حيث يعمل العلاج على تحسين قدرة الشخص البدنية وحالته المزاجية.

في معظم الأحيان تبدأ أعراض الاضطراب العاطفي في الظهور مع بداية مرحلة البلوغ حتى عمر الـ 30 عامًا، ويسهل شخيصه مقارنة بالاضطرابات النفسية الأخرى.

ما هي العلاقة بين الاضطرابات النفسية وتعاطي المخدرات

أعراض الاضطراب العاطفي الوجداني

تعتمد أعراض وعلامات الاضطراب العاطفي الوجداني على نوع الاضطراب المزاجي الذي يعاني منه الشخص، والأعراض بالتفصيل كالآتي:

  • أعراض الاكتئاب الحاد
  • نقص الطاقة.
  • الشعور بالخمول والإعياء.
  • الحزن معظم الوقت.
  • زيادة الشهية والوزن.
  • اليأس والإحباط.
  • تدني قيمة الذات.
  • عدم الاهتمام بالأنشطة والهوايات.
  • قلة أو كثرة عدد ساعات النوم.
  • تزايد الأفكار الانتحارية.
  • صعوبة التذكر أو التركيز.

أعراض ثنائي القطب

  • فرط النشاط والحركة.
  • السعادة والابتهاج.
  • الثرثرة الشديدة.
  • الأرق.
  • الهياج والإثارة.
  • التهور والاندفاع.
  • تسارع الأفكار.
  • التوتر والارتباك دون سبب.

الاجابة الكاملة حول: هل الاضطراب الوجداني مرض عقلي؟

اسباب الإصابة بالاضطراب العاطفي الوجداني

يمكن أن يصاب الشخص بالاضطراب العاطفي الوجداني بسبب عدة عوامل تشمل اختلال كيمياء الدماغ أو الوراثة أو حتى التعرض لإجهاد وضغط شديد، وإليك أهم أسباب الاضطراب الوجداني:

  • اختلال كيمياء الدماغ

تتواصل الخلايا العصبية في الدماغ مع العضلات والغدد من خلال الناقلات العصبية، وهي المتحكمة في جميع وظائفنا الحيوية، مثل التنفس أو الحركة أو المشاعر.

كما تؤثر الناقلات العصبية أيضًا على المشاعر والحالة المزاجية، مما يساهم في الإصابة بالاضطرابات المزاجية، خاصة مع انخفاض مستوى السيروتونين الذي بدوره يؤدي إلى الاكتئاب. تشمل النواقل العصبية المرتبطة باضطرابات المزاج السيروتونين والنورادرينالين والدوبامين.

  • بنية الدماغ

تلعب بنية الدماغ دورًا في الإصابة بالاضطراب العاطفي الوجداني، حيث اكتشف العلماء أن مرضى الاكتئاب يعانون من صغر منطقة معينة في الدماغ تسمى “الحصين”، حيث يعيق التوتر والضغط نمو الخلايا العصبية الموجودة في تلك المنطقة.

  • الجينات الوراثية

يعد العامل الوراثي من أهم أسباب الإصابة بالاضطراب الوجداني العاطفي، حيث تتوارث الاضطرابات النفسية في العائلة بنسبة كبيرة.

  • الضغوطات الحياتية

تغيرات الحياة، والتعرض لضغط شديد باستمرار سواء على مستوى الحياة الشخصية أو العمل أو الدراسة، ينتهي بالإصابة بالاكتئاب على سبيل المثال لا الحصر.

اسباب الإصابة بالاضطراب العاطفي الوجداني

اضطراب التحدي الاعتراضي : تعرف على اسبابه واعراضه وكيف يمكن تشخيصه

تشخيص الاضطراب العاطفي الوجداني

ليس هناك اختبار واحد يمكنه تحديد إذا كان الشخص يعاني من الاضطراب الوجداني، لكن الطبيب سوف يجري تقييمًا نفسيًا لمراجعة الأعراض التي يعاني منها المريض، ووضع التشخيص الصحيح لبدء العلاج. المعايير التي تضمنها الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية لتحديد اضطراب الوجدان العاطفي تنص على ما يلي:

  • تشخيص الاكتئاب

لكي يتم تشخيص الاكتئاب يجب أن تعاني من أعراضه لمدة لا تقل عن أسبوعين، ومع ذلك سوف يختلف نوع الاكتئاب حسب الفترة الزمنية والعلامات، على سبيل المثال الاضطراب العاطفي الموسمي يجب أن تحدث أعراضه بصورة متكررة خلال فترات محددة كل عام، وغالبًا ما تكون خلال فصل الشتاء.

  • تشخيص الاضطراب ثنائي القطب

تشخيص الإصابة بثنائي القطب يتوقف على الأعراض والتاريخ العائلي مع الاضطرابات النفسية، حيث يجب أن يعاني الشخص من نوبة واحدة من الهوس على الأقل ليتم تشخيصه باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، أو إلى نوبة اكتئاب تظهر لمدة أسبوعين على أقل تقدير في حالة الاضطراب الوجداني من النوع الثاني.

مضاعفات الإصابة بالاضطراب العاطفي الوجداني

في حالة ترك الاضطراب العاطفي الوجداني دون علاج قد تحدث بعض التغييرات المزاجية الحادة، حيث تستمر نوبات الاكتئاب لمدة تصل إلى 6 أشهر، بينما قد تستمر نوبات الهوس لمدة 4 أشهر، وإليك أخطر مضاعفات الإصابة بالاضطراب العاطفي الوجداني:

  • إدمان المخدرات أو الكحول.
  • القلق الحاد.
  • الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • السمنة المفرطة.
  • الرغبة الملحة في الانتحار.

من خلال الحصول على الدعم والمساندة الطبية المستمرة يمكن لمرضى الاضطراب الوجداني أن يعيشو حياة مُرضية، من خلال التكيف مع الأعراض وتقليل حدتها، وتحسين الحالة المزاجية.

أسباب الأمراض النفسية الجسدية واعراضها وطرق علاجها ؟

أدوية علاج الاضطراب العاطفي الوجداني

يوصي الطبيب النفسي المعالج باستخدام بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب والهوس، إضافة إلى تحسين الحالة المزاجية، وتخفيف حدة الاكتئاب، وتشمل:

  • مضادات الاكتئاب

في حالة كون الإكتئاب هو الاضطراب المزاجي الذي يعاني منه المريض، يتم استخدام مضادات الاكتئاب للسيطرة على مشاعر اليأس والحزن، وتقوية التركيز، والتخلص من الأرق.

  • مثبتات المزاج

هي أدوية تستخدم لعلاج الفصام العاطفي الوجداني من النوع الثاني، وهي تساعد على تحسين المزاج من خلال التوازن بين مستويات الاكتئاب والهوس.

  • مضادات الذهان

يعد دواء باليبيريدون أفضل أدوية علاج الاضطراب العاطفي الموصى بها من قبل إدارة الغذاء والدواء، وقد يتم استخدام مضادات ذهان أخرى إلى جانبه للسيطرة على الضلالات والهلاوس.

مراحل علاج الاضطراب العاطفي الوجداني

تشمل خيارات علاج الاضطراب الوجداني استخدام الأدوية والجلسات النفسية إلى جانب تغيير نمط الحياة، حيث من الضروري التعامل مع الاضطراب من زوايا علاجية مختلفة ومتكاملة. وتشمل خطط العلاج التي يضعها الطبيب النفسي ما يلي:

1- العلاج الدوائي

توجد العديد من الأدوية التي تساعد في علاج الاضطرابات النفسية والمزاجية، والتي تساعد على حفظ توازن كيمياء الدماغ، وتتضمن:

  • مضادات الذهان.
  • مثبتات المزاج.
  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
  • مثبطات امتصاص السيروتونين.

2- العلاج السلوكي المعرفي

يركز هذا النوع من العلاج على تغيير نمط تفكير المريض، وتحويل سلوكياته السلبية إلى أخرى إيجابية، وهو ما يخفف من حدة الاكتئاب وثنائي القطب.

3- تغيير نمط الحياة

يساهم تغيير نمط الحياة في إدارة اضطرابات المزاج وتقليل الأعراض، ويمكن أن تتضمن التغييرات:

  • ممارسة الرياضة بانتظام حيث أن التمارين البدنية مفيدة في علاج الاضطرابات المزاجية.
  • الحرص على الانخراط في علاقات صحية مع أشخاص أسوياء يمدونك بالحب والقوة، مما يساعد على تحسين الحالة النفسية.
  • النوم لفترات كافية يساعد على علاج الاكتئاب وتحسين الصحة العقلية والحالة المزاجية.
  • تجنب تعاطي الكحول أو المخدرات لأنها مواد تساهم في تفاقم حدة الاضطرابات المزاجية.

مراحل علاج الاضطراب العاطفي الوجداني

العلاقة بين الاضطراب العاطفي الوجداني والجنس

تتمثل العلاقة بين الاضطراب الوجداني والجنس في أن نوبات الاكتئاب تساهم في ضعف الرغبة الجنسية، وتقلل من الشعور بالمتعة والنشوة، في حين أن نوبات الهوس تزداد معها الرغبة الجنسية إلى الذروة، مما يؤدي إلى فرط ممارسة الجماع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *