علاج الخوف والقلق – اسباب القلق و الخوف عند السيدات


الخوف والقلق هما شعور سلبي يسيطر بقوة على عقل الإنسان وجسمه ويطلب منه إرادته ورغبته في الحياة. وهو شعورا يصيب الغالب من البشر من حين لآخر لأسباب متفاوتة.و يسيطر على أعماق الشخص المصاب بذلك الشعور الذي يكون نتيجة لأمور تعمل على السيطرة النفسية والجسدية، حيث أن عادةً ما تكون هذه الأمور ثقيلة على كاهل الإنسان وجديدة عليه أو مفاجئة. أو تكون بسبب وجود عدة متطلبات يستلزم على ذلك الإنسان القيام بها ولكن هناك ما يمنعه من إنجازها .  

كما أن الخوف والقلق يمكن أن يكونان مع التوتر و الإجهاد عنصر واحد له أسباب موحدة. و هي الأشياء ذاتها و الضغوط نفسها. والإحساس بالقلق ليس دائماً شيئاً مفزع و سئ، بل يمكن أن يكون محفزاً للنجاح والوصول إلى أعلى المراتب فيما بعد، حيث أن شعورك بالقلق تجاه شيء معين في بعض الأحيان قد يكون من الايجابيات إذ أنه يدفع بصاحبه إلى القيام بأفضل ما لديه وذلك  بدافع الاهتمام الزائد والقلق الذي يولد من هذا الشئ ،.
أما الخوف فهو عدوى تصيب الجميع في كافة  الأعمار ولكن بنسب متفاوتة ، أما الخوف فهو شعور سيء في كل الأحوال لأنه يكون دافع للبعد عن الشيء و التوجس منه.

 

أسباب شعور المرأة بالخوف و القلق:

لهذا الشعور أسباب معروفة لدى الكثير منا . وذلك لأنه شعور يسيطر على مرحلة من حياة كل فرد قد تطول أو تقصر، حسب قدرة وإرادة هذا الشخص المصاب بالقلق و الخوف، و إليك بعض الأسباب التي تسبب ذلك الإحساس بالخوف والقلق:

  1. السبب الرئيسي للشعور بالخوف و القلق ليس محدداً وغير معروف لدى خبراء التنمية البشرية وعلم النفس أيضا. وذلك لما في تركيبة الإنسان الداخلية في الواقع من تركيبة صعب الوصول إلى كافة مكوناتها. ، حيث أن تركيبة الإنسان من الداخل (التركيبة المعنوية للبشر) ،والمقصود بها الأحاسيس والأفكار التي تراوده ،هي شيء غير ملموس ولا يمكن تحديد المكان المنتج لها بالضبط في جسم الإنسان . هذا لأن الإحساس والشعور أشياء معنوية منحها الله تعالى الكائن الحي وتحير العلماء في تحديد مركز هذه الأحاسيس بالضبط في جسم الإنسان.
  2. مادة دماغية هي سبب الشعور بالخوف والقلق، يعتقد بعض العلماء أن هناك مادة كيميائية طبيعية خلقها الله تعالى في دماغ الإنسان وتحديداً في عقله، تسمى هذه المادة “الناقلات العصبية”،و قد أكد بعض هؤلاء العلماء أن هذه المادة الكيميائية هي مركز حدوث الاضطرابات التي تحدث في شعور الإنسان من إحساسات الخوف أو القلق أو التوتر وقد افترض هؤلاء العلماء أن سبب حدوث هذه الأحاسيس المضطربة يكمن في عمليات بيولوجية تحدث في عقل الفرد وتؤثر على الجسم بأكمله وتجعله غير متزن.

 

العوامل البيئية والوراثية وتأثيرها على الشعور بالخوف والقلق:

يطرح البعض فكرة أن الإحساس بالقلق والخوف بشكل مزمن يرجع إلى عامل وراثي وأسباب وراثية. وهناك أيضا من يعتقد أن الخوف والقلق أيضا من الممكن أن يكونا ردود أفعال لعوامل بيئية محيطة بالمرء.، و هذه الفكرة قريبة جداً إلى أرض الواقع،  فبما أن الإنسان يعيش في البيئة ويتأثر بها ويؤثر فيها، فإن للعامل البيئي دور كبير في التأثير على شعور الفرد وتغيير مزاجه أيضا.

حيث نجد أن الشخص الذي يعيش في بيئة هادئة مليئة بالمناظر الطبيعية الخلابة والأشجار والزهور هو شخص هادئ النفس مطمئن لا ينتابه شعور الخوف والقلق إلا نادرا ، أما ذلك الشخص الذي يعيش الزحام والمناظر السيئة التي تدمير القلب وتذهب العقل ، فمن الطبيعي أن يراود هذا الشخص شعور بالخوف والقلق بنسبة أكبر بكثير من الشخص الأول الذي يعيش في بيئة آدمية جيدة.

 

النساء أكثر عرضة للإصابة بالخوف والقلق أكثر من الرجال:

أثبتت بعض الدراسات أن النساء هن الأكثر عرضة للشعور بالخوف والقلق وذلك يرجع إلى التركيبة البيولوجية لجسم المرأة و التركيبة العقلية والنفسية لها أيضا، مما يجعل النساء أكثر رومانسية و أكثر رهافة ورقة للقلب لذلك فأي عامل بيئي وأي ظرف عارض قد يترك في نفس المرأة أثر لا يمحى بسهولة في تراكم ذلك في نفسها حتى تنفجر وتشعر بشعور مفاجئ بالخوف والقلق من كل ما يحيط بها، لذلك نجد أن الله تعالى، العالم بكل شيء، يوصى المرأة في القرآن الكريم في آيات متفرقة من الذكر الحكيم أن لا تخاف ولا تحزن، وذلك لأنه عالم جل وعلى أن حزن المرأة عميق يؤدي إلى انعدام الحياة بداخلها.

 

عوامل تؤدى إلى شعور المرء بالخوف والقلق:

المواقف القاسية التي تعرض إليها الشخص في أي مرحلة من مراحل حياته، وخاصة في مرحلة الطفولة. هذه المواقف تؤثر على بناء شخصية الفرد وتجعل الشعور بالخوف والقلق يلازمه دائماً، يخاف دائماً أن يتكرر ذلك الموقف القاسي الذي حفر نقطة سوداء في أعماق نفسه. و خاصة لو كان هذا الموقف القاسي حدث في مرحلة الطفولة ، حيث يكبر هذا الشعور كلما كبر الإنسان وكبرت معه الذكريات السيئة التي تترك في النفس آثار سلبية في الكثير من الأحيان ، كما قد يؤدي حدوث موقف ما إلى انعدام ثقة الفرد بذاته وتلاشى ثقته في الأخريين أيضا، وذلك يعتمد على قدرة الإنسان الذاتية في التغلب على المراحل والمواقف القاسية التي يمر بها في مراحل حياته.

 

المرض والشعور بالخوف و القلق:

يشكل المرض عامل مهم من العوامل التي تؤدي إلى شعور الفرد منا بالخوف و القلق بشكل مزمن. لان المرض يتسبب في عجز الإنسان عن القيام بمهامه الحياتية اليومية التي اعتاد عليها، وعدم قيامه بهذه المهام التي اعتاد عليها بشكل مفاجئ يسبب له ألم نفسي وشعور دائم بالقلق من ما يحمله له المستقبل وذلك لأنه لا يعرف نهاية مرضه ولا يستطيع أن يعول نفسه فهو في حاجة إلى الآخرين بصفة دائمة مع الشعور بعدم ضمان تواجد هؤلاء الآخرين معه طوال الوقت.
وأيضا ما يشكله المرض من عبء مادي على المريض ومن يعول يعد من أهم أسباب شعور المريض بالخوف و القلق، كما أن خوف الإنسان العادي من المستقبل ومن احتمالية التعرض إلى أي مكروه في أي وقت الإصابة  الخطيرة التي تعمل على توقفه عن العمل مثلا وما يؤدي إليه ذلك إلى تدني دخل وانخفاض مستوى المعيشة التي اعتاد عليها يكون من أسباب الشعور بالخوف والقلق ، ويعتبر الإيمان هو المنجى والملاذ الوحيد من تلك النقطة، نقطة الخوف من المستقبل والخوف من زوال النعمة . فالمؤمن يضع الله تعالى في قلبه طمأنينة وعدم خوف من المستقبل بسبب الثقة بالله والاعتماد والتوكل عليه.و هذا من أهم طرق التخلص من القلق والخوف كما سنذكر باستفاضة فيما بعد.

 

أسباب تفاوت الشعور بالخوف والقلق من شخص إلى أخر:

تعتبر الشخصية التي تميز كل إنسان عن غيره والتي تتفاوت بين أي منهما بسبب اختلاف القدرات الذاتية من شخص إلى أخر تعتبر من أهم أسباب تفاوت نسبة الشعور بالخوف بين الناس بصفة عامة، كما أوضح كل من علماء النفس وعلماء التنمية البشرية في هذا الصدد أن هناك من يشعر بالخوف والقلق بمجرد مروره بشيء عارض أو موقف محزن و هناك من يثابرون ويصبر وتبقى روح الإرادة القوية والثابتة في ذاته، ويصر على الثبات وتقوم إرادته القوية بالتغلب على شعوره العارض بالخوف أو القلق.

مضاعفات الإحساس بالخوف والقلق:

قد اثبتت البحوث أنه قد يتسبب الشعور بالخوف والقلق في لجوء الإنسان إلى تعاطي وإدمان المواد المخدرة للتخلص من هذا الشعور القاتل. و قد يتسبب شعور الإنسان بالخوف والقلق في إصابة الإنسان بأمراض نفسية خطيرة وقد تصل هذه الأمراض النفسية به إلى أمراض جسمانية وعقلية خطيرة ،فقد يصل شعور الإنسان المزمن بالخوف والقلق إلى إصابة الإنسان بشلل مؤقت أو صداع مزمن وهذيان . و يمكن أن يعاني الإنسان بسبب ذلك أيضا من صعوبة في الهضم وخلل في أداء الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي ، وبالطبع فإن شعور الإنسان بالقلق والتوتر يؤدي إلى حدوث حالة من الاكتئاب صعب الخروج منها للإنسان

 

أساليب وطرق العلاج من الإحساس بالخوف والقلق:

1.العلاج الطبي للخوف والقلق:

تختلف استجابة كل فرد عن الآخر الآخر في مدى تأثير هذا العلاج الطبي الذي يكون بالأدوية والعقاقير على الخوف والقلق الذي يصاب به فهناك أدوية يصفها الأطباء للعلاج من هذا الشعور والتي تختلف من حيث الآثار الجانبية لكل منها والتي تكون مثل التأثير السلبي على الكلى ممثلا وذلك على مرور الزمن . بالإضافة إلى أن تأثير هذه العقاقير و الأدوية في العلاج يؤتى بالتدريج اي انه يأخذ وقت طويل إلى حد ما علاج القلق والخوف الذي يصاب به الكثيرون و لذلك لا يفضل الكثير من الناس اللجوء للأدوية والعقاقير للتخلص من هذا الشعور بالخوف و القلق و التوتر بصفة عامة.

 

2. العلاج السلوكي للتخلص من الخوف والقلق:

هذه الطريقة تعني أن يقوم المحيطين بالمريض المصاب بالخوف والقلق، أو الطبيب النفسي المعالج، بمناقشة المريض ومحاولة جعله يخرج كل ما في جعبته من أفكار سلبية عن الحياة و عن كل ما يحيط به  و محاولة التحدث خطوة بخطوة مع المريض والجدال معه لبث أفكار إيجابية سليمة مقابل هذه الأفكار المسممة بداخله وتستمر معالجة المريض بالخوف والقلق المزمن لعدة جلسات حتى يتأكد الطبيب أن المريض قد تخلص من الأفكار السلبية والمشاكل النفسية التي تحيط به وقد عاد إلى حياته الطبيعية و سلوكه المعهود.

 

3.علاج الخوف والقلق بالطريقة التحليلية:

العلاج التحليلي يشبه كثيراً طريقة العلاج السلوكي و الاختلاف الطفيف بين الطريقتين هو أن هذه الطريقة تتضمن أن يسرد المريض و يحكى كل ما يخص ماضيه وعلاقاته منذ الطفولة و خبراته وذلك ليعرف الطبيب النفسي المعالج الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الحالة من الاكتئاب بسبب القلق والخوف والتوتر الزائد عن الحد. و بهذه الطريقة يكون المريض قد تخلص من عبء ثقيل يلزمه، لأن السرد يعتبر خطوة مهمة من خطوات العلاج النفسي بشتى الطرق ويمكنه من السيطرة على انفعالاتك وعدم ترك النفس فريسة للأفكار السلبية التي تؤدي إلى الشعور بالخوف والتوتر والقلق. وذلك عبر الأساليب الفعالة التالية:

أولا : ضع أمامك أهداف حياتية وليكن منها هدف أو اثنين من الأهداف الصعبة التي تتطلب التحدي للذات وبذل الجهد. حيث انك إذا امتلكت ملكة التحدي ستزداد ثقتك بنفسك و تتعلم كيفية التكيف مع شتى الظروف والمواقف الحياتية و تتعلم أيضا كيفية السيطرة على ذاتك ورئاستها.

ثانيا: الاستراحة من آن لآخر من كل المهام المنزلية والعملية حتى ولو كانت لوقت قصير ستكون ذات أهمية كبيرة في تخفيف أحمال التي أثقلت كاهلي.

 

ممارسة الرياضة وأثرها على التخلص من الشعور بالخوف والقلق:

تعتبر ممارسة الرياضة نصف ساعة في اليوم الواحد من الأمور التي تخلص جسم الإنسان من الطاقة السلبية وتقلل الشعور بالخوف والقلق لديه، يمكنك ممارسة تمارين رياضية كل صباح وكل مساء حتى تتمتع بجسم قوى وحيوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *