تعرف على الفرق بين الفصام وتعدد الشخصيات وطرق علاج كلاهما؟


إن كنت ترى هذا الاضطراب في الأفلام والمسلسلات أو تسمع عنه في أي مكان، قد تلاحظ استخدام مصطلحي انفصام الشخصية والفصام بشكل متبادل، وكأنهما نفس الشيء، إلا أن الفرق بين الفصام وتعدد الشخصيات كبير، وكلاهما اضطراب منفصل عن الآخر تمامًا. في هذا المقال، نوضح لكم هذا الفرق بين الاضطرابين، وطرق علاج كل منهما. 

تعرف على الفرق بين الفصام وتعدد الشخصيات

قد لا يبدو الفرق بين الفصام وتعدد الشخصيات واضح، إلا أن كل منهما اضطراب منفصل عن الآخر تمامًا، فمرض الفصام مشهور أكثر باسم الشيزوفرينيا، وهي حالة من الهلاوس والأوهام تسبب للمريض انفصالًا عن الواقع، أما تعدد الشخصيات، كما يظهر من الاسم، هي حالة يتسم فيها المريض بطباع شخصيتين أو أكثر مما يصيبه بحالة من الاضطراب النفسي.

ما هو مرض الشيزوفرينيا وأعراضه وطرق علاجه

ما هو اضطراب تعدد الشخصيات

اضطراب تعدد الشخصيات هو اضطراب يتسم فيه المريض بامتلاك شخصيتين أو أكثر مختلفين عن بعضهما البعض، وفي كل نوبة تسيطر إحدى تلك الشخصيات على سلوك وأفكار وصفات المريض، فيتصرف المريض تبعًا لتلك الشخصية، والتي عادة ما تكون مختلفة كل الاختلاف عن شخصيته الأساسية. 

ما هو اضطراب الفصام

اضطراب الفصام، أو الشيزوفرينيا، هو اضطراب نفسي ينتمي لاضطرابات الذهان، ويصاب فيه المريض بعدة أعراض مثل الهلاوس والأوهام والضلالات التي ليست لها أساس من الصحة، إلا أنه لا يسنطيع التحكم فيها، مما يفصله عن الواقع. كما يؤثر هذا الاضطراب على جسد المريض فتظهر عليه بعض الأعراض الجسدية مثل اضطراب الكلام وعدم القدرة على إظهار مشاعر الوجه واللامبالاة. بالإضافة إلى ذلك فإن الفصام يؤثر على سلوكيات المريض، فيميل إلى العنف وإيذاء الآخرين كطريقة للدفاع عن نفسه، كما يصاب بالبارانويا وعدم الثقة بالآخرين.

ما هو اضطراب الفصام

ما لا تعرفه حول الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي اليك التفاصيل

أعراض الإصابة بالفصام

يمكن تقسيم الأعراض التي تظهر على مريض الفصام كالتالي: 

1- أعراض إيجابية

وهي الأعراض الذهانية التي تصيب المريض، مثل: 

  • الهلاوس: وهي العرض الأشد والأكثر حدوثًا مع مرض الفصام، وتتمثل في هلاوس سمعية وبصرية، يرى المريض فيها صور وأشخاص غير موجودة، ويسمع أصوات (غالبًا داخل رأسه) لأشخاص يحدثونه ويملون عليه بعض الأفكار.  
  • الضلالات: توجد أنواع لا حصر لها من الضلالات التي يمكن أن تصيب مريض الفصام، والضلالات هي أفكار داخل رأس المريض يقتنع بها تمام الاقتناع ويتصرف على أساسها، برغم عدم عقلانيتها، منها على سبيل المثال ضلالات العظمة التي يظن فيها المريض أنه شخص مشهور وخارق كالمهدي المنتظر، أو ضلالات الأفكار التي يظن فيها المريض أن هناك من يزرع الأفكار داخل رأسه من الخارج أو ضلالات المراقبة التي يظن فيها المريض أن هناك من يراقبه باستمرار أو هناك جهة خارجية مهمة تستهدفه. 

2- أعراض سلبية

وهي بعض الأعراض الأخرى التي تظهر على المريض بصورة يفقد فيها عدة قدرات، مثل: 

  • اضطراب الكلام: يصاب مريض الفصام بحالة من فقدان القدرة على ترتيب الكلام، وتوجد منها مراحل كثير بدءًا من الانتقال الغير مترابط بين المواضيع، إلى قول جمل غير مفهومة، إلى ما يعرف بسلطة الكلام، والتي يتحدث فيها المريض بكلمات غير مترابطة ولا تدل على جملة مفيدة 
  • عدم القدرة على إظهار المشاعر: تضطرب مشاعر المريض بشكل كبير في هذا المرض، ويصاب بحالة غير من اللامبالاة وعدم القدرة على إظهار المشاعر والتعاطف مع الآخرين.

تعرف على الفرق بين الفصام وثنائي القطب وطرق علاج كل منهما

أعراض الإصابة بتعدد الشخصيات

يظهر الفرق بين الفصام وتعدد الشخصيات بصورة كبيرة من خلال الأعراض. فأعراض اضطراب تعدد الشخصيات تختلف عما سبق ذكره من أعراض الفصام كالآتي: 

  • امتلاك شخصيتين أو أكثر ينتقل بينها المريض، لكل منها عرق وجنس وسلوكيات وصفات تختلف عن الأخرى تمامًا.
  • انتقال المريض بين تلك الشخصيات من خلال نوبات تعرف بنوبات التحول، تدوم لعدة دقائق أو تمتد لأيام.
  • إصابة المريض بين تلك النوبات بحالة من النسيان وعدم تذكر أي من الأحداث التي أصابته.
  • الشعور بأن الشخص منفصل عن نفسه أو عن الواقع.
  • الشعور بأن العالم غير حقيقي أو يبدو بعيدًا. 

أسباب الإصابة بالفصام

هناك عدة أسباب تتداخل فيما بينها للتسبب بمرض الفصام، ولكن قد يعد السبب الأهم هو اضطراب كيمياء المخ خاصة السيروتونين والنورأدرينالين. لذا يوجد للأدوية دور كبير في تحسن أعراض ذلك المرض.

أسباب الإصابة بتعدد الشخصيات

هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بتعدد الشخصيات، منها العوامل الوراثية والبيئية وغيرها، وتشارك الصدمات الحياتية والتجارب التي تعرض لها الشخص أثناء الطفولة بشكل كبير في حدوث ذلك الاضطراب. كما تؤثر على سلوكه الشخصي ورؤيته لنفسه بشكل يسبب له خلل في الهوية. 

من هم الأكثر عرضة للاصابة باضطراب تعدد الشخصيات والفصام

تعد العوامل الوراثية وتجارب الطفولة من أكثر العوامل التي تجعل الأشخاص عرضة للإصابة بتلك الاضطرابات، فوجود شخص يعاني من ذلك الاضطراب في العائلة خاصة إن كان من أقارب الدرجة الأولى، يزيد من احتمالية الإصابة كما أن التجارب السلبية والصدمات التي يتعرض لها الطفل أثناء نضجه تعمل على زيادة تلك الاحتمالات أيضًا، مثل التعرض للإهمال أو العنف أو التنمر أو التحرش أو غيرها.

7 من أهم علامات الشفاء من ثنائي القطب تعرف عليهم

مراحل علاج الفصام وتعدد الشخصيات

يتم علاج الفصام وتعدد الشخصيات على مرحلتين أساسيتين وهما العلاج النفسي والأدوية، إلا أن الفرق بين الفصام وتعدد الشخصيات فيما يخص العلاج يظهر في أهمية العلاج في حالة الفصام، حيث توجد أدوية مخصصة لعلاج الفصام تعمل على تحسينه بشكل كبير، على عكس تعدد الشخصيات الذي لا يوجد له علاج دوائي محدد حتى الآن. 

  1. العلاج النفسي: يعمل العلاج النفسي على تحسين كل من أعراض الاضطرابين، عن طريق تحديد المحفزات التي تؤدي إلى ظهور الأعراض، والتعامل معها بصورة صحية وسليمة. كما يتعلم المريض بعض المهارات السلوكية التي تساعده على الاستمرار في حياته بصورة أفضل. 
  2. الأدوية: يعتمد علاج الفصام بشكل كبير على الأدوية. كما ذكرنا سابقًا، والتي تعرف باسم الأدوية المضادة للذهان (الجيل الأول والجيل الثاني)، وتساعد تلك الأدوية في تخفيف الهلاوس والضلالات واضطرابات الكلام، عن طريق إعادة التوازن لكيمياء المخ. أما في حالة تعدد الشخصية، فيقتصر دورها على علاج الاضطرابات النفسية الأخرى التي قد تصاحب هذا الاضطراب. كالاكتئاب والقلق واضطراب ثنائي القطب وإدمان المخدرات وغيرها.

مراحل علاج الفصام وتعدد الشخصيات

الأسئلة الشائعة حول الفصام وتعدد الشخصيات

اليكم الاجابة الكاملة حول كافة الاسئلة المتعلقة بالفرق بين اضطراب الفصام وتعدد الشخصيات:

ما هو الفرق بين الفصام وتعدد الشخصيات من حيث التشخيص؟

يمكن للطبيب النفسي تشخيص كل من الاضطرابين عن طريق اتباع بعض المعايير المعترف بها. لكن يختلف التشخيص تبعًا لأعراض كل منهما. 

هل يمكن علاج الفصام في المنزل؟

لا يمكن علاج الفصام من المنزل إلى في حالات محددة يؤكد عليها الطبيب بعد الكشف والتقييم، والتأكد من عدم إيذاء المريض لأهله أو لنفسه.

هل الفصام مرض مزمن؟

نعم، يعتبر الفصام مرض مزمن تخف أعراضه مع العلاج، ولكنه يحتاج إلى الكثير من الوقت حتى يصل المريض لمرحلة الشفاء. كما أن الأدوية غالبًا ما يتم تناولها مدى الحياة، حيث أنها قد تسبب الانتكاسة عند توقف المريض عنها. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *