ما هو اضطراب الرهاب الاجتماعي واعراضة وطرق علاجة


اضطراب الرهاب الاجتماعي، والمعروف أيضًا بالقلق الاجتماعي هو أحد اضطرابات القلق التي تتميز بوجود مشاعر قلق وخوف في المواقف الاجتماعية.

هل واجهتك من قبل صعوبة فيما يخص المواقف الاجتماعية هل حدث وأن فضلت الجلوس وحيدًا على المشاركة في احتفال عائلي أو تجمع مع الأصدقاء، هل شعرت من قبل صعوبة في الاندماج في بيئة عمل جديدة لا تقلق، قد تعاني فقط من الرهاب الاجتماعي. فما هي أسباب هذا الاضطراب، وكيف يمكن التعامل معه وعلاجه، سنجيبك في هذه المقالة عن كل تلك التساؤلات والمخاوف.

ما هى اعراض الحالة النفسية على الجسم ومدى تأثيرها 

ما هو اضطراب الرهاب الاجتماعي

اضطراب الرهاب الاجتماعي هو أحد اضطرابات القلق التي تسبب للمريض الشعور بالخوف والقلق عند تواجده في موقف اجتماعي، مما قد يتسبب في ضغط نفسي شديد يتداخل مع تعاملات الشخص اليومية. ويعتبر هذا الاضطراب أحد أنواع الفوبيا، حيث أنه خوف غير مبرر، ولكن يمكن إثارة هذا الخوف عن طريق تدقيق الأشخاص المتخيل أو المقصود من قبل الآخرين، حيث يخشى المصابين بذلك الاضطراب التقييم السلبي من قبل الآخرين.

ما الذي يحدث في المخ عند الإصابة بالرهاب الاجتماعي

تبحث بعض الدراسات الحديثة في حقيقة ما يحدث داخل المخ عند الإصابة بالرهاب الاجتماعي، إلا أنه لم يتم التوصل لحقيقة مثبتة بعد، ولكن هناك بعض النظريات التي ترجح ما الذي يحدث في المخ وهي:

  • النواقل العصبية

ترتبط الاجتماعيات ارتباطًا وثيقًا بنسبة الدوبامين في المخ، وقد أوضحت إحدى الدراسات أن هناك اضطرابًا في نواقل الدوبامين العصبية في المصابين باضطراب الرهاب الاجتماعي، حيث تكون نسبته في المخ أقل من الطبيعي. كما تثبت بعض الأدلة الأخرى أن انخفاض نسبة السيروتونين أيضًا لها علاقة بهذا الاضطراب، ولهذا صرحت مؤسسة الغذاء والعلاج باستخدام مثبطات تكسير السيروتونين الإنتقائية كعلاج لهذا الاضطراب.

  • أجزاء المخ

اللوزة أو الأميجدالا amygdala هي جزء المخ المسؤول عن إدراك الخوف والتعلم العاطفي، وقد تم ملاحظة أن الأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي تكون منطقة الأميجدالا لديهم حساسة أكثر من اللازم، أو بمعنى آخر فإن هذه المنطقة يتم استثارتها بمؤثرات خارجية لا تؤثر عليها في الوضع الطبيعي.

فعلي سبيل المثال يعتبر الشخص أن التقييم السلبي من شخص آخر يمثل تهديد اجتماعي، أو اعتبار الاستبعاد من مجموعة ما كألم اجتماعي.

اقرأ ايضاً: ما هي اسباب واعراض اضطراب الشخصية النرجسية

من هم الاكثر عرضة للاصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي

النساء أكثر عرضة للاصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي بمقدار ضعفين مقارنة بالذكور. كما تزداد فرص الإصابة بالرهاب الاجتماعي خلال فترة المراهقة مقارنة بالأطفال أو كبار السن.

الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع الإصابة بالرهاب الاجتماعي يكونوا أكثر عرضة للإصابة به بمقدار 3 أضعاف خاصة إذا كانوا أقارب من الدرجة الأولى.

ما هي أسباب اضطراب الرهاب الاجتماعي

يعد البحث عن أسباب الرهاب الاجتماعي موضوعًا واسع المدى، يمتد من علم النفس إلى علم الاجتماع، ولم يحدد العلماء أسباب ذلك الاضطراب تحديدًا، إلا أن هناك بعض العوامل التي ترجح الإصابة بهذا المرض، مثل:

  • عوامل وراثية

تلعب الجينات دورًا كبيرًا في الإصابة بهذا الاضطراب، حيث يزيد وجود عامل وراثي أو إصابة أحد أفراد الأسرة من الدرجة الأولى من احتمالية الإصابة بالمرض 3 أضعاف. كما ارتبطت  النشأة مع أبوين مفرطين في الحماية والنقد باضطراب القلق الاجتماعي، كذلك المراهقون الذين تم تصنيفهم على أنهم لديهم ارتباط غير آمن مع أمهم كرضع كانوا أكثر عرضة للإصابة بتلك الاضطرابات.

  • عوامل اجتماعية

تعتبر التجارب الاجتماعية السيئة إحدى المحفزات لاضطراب الرهاب الاجتماعي، كما أن الأحداث الاجتماعية المهينة أو الحساسة قد تتسبب في الإصابة بالمرض أو تفاقمه. كما يرتبط الرهاب الاجتماعي بالتجارب الاجتماعية طويلة الأمد، كعدم الاندماج أو التعرض للإهمال أو التنمر لفترة طويلة.

  • عوامل نفسية

أثبتت بعض الدراسات أن العامل النفسي المرتبط بالمونولوج الداخلي سواء غير المشروط (كقول الشخص لنفسه أنا سيء) أو المشروط (كقول الشخص إذا أظهرت نفسي فسوف أبدو بشكل سيء) له دور كبير في الإصابة بالرهاب الاجتماعي حين يتعرض الشخص لضغط ما.

  • بعض المواد والأدوية

قد يساعد الكحول في التخلص من الرهاب الاجتماعي، إلا أن الاستخدام الزائد عن الحد قد يؤدى إلى زيادة أعراض الرهاب الاجتماعي، وبالمثل فإن استخدام البنزوديازيبينات كذلك في علاج الرهاب الاجتماعي لفترة طويلة قد يؤدي إلى التعود والإدمان.

اقرأ ايضاً: علامات الاكتئاب عند المرأة واسبابها وكيفية علاجها

أعراض اضطراب الرهاب الاجتماعي

بشكل عام تظهر أعراض اضطراب الرهاب الاجتماعي حين يتعلق الأمر بحدث اجتماعي مهم يسبب ضغطًا نفسيًا للمريض، ويؤدي للشعور بالقلق والخوف ويمكن تقسيم علامات وأعراض الرهاب الاجتماعي كالتالي:

1- الأعراض الإدراكية

ترتبط تلك الأعراض بطريقة تقديم الشخص لنفسه أمام المجتمع، فدائمًا ما يشعر الشخص بانعدام الثقة وضرورة ظهوره بشكل سيء، كما أنه يتخيل المواقف السيئة التي قد تحدث قبل أي تجمع، ويحاول استنتاج طريقة للتعامل معها. ولا يجدي هذا النفع المطلوب، حيث أنه حتى بعد الانتهاء يظن هذا الشخص أنه قد ظهر بشكل غير مرضي على أي حال إلا أن هذه الأفكار تكون غير صحيحة في معظم الأحوال.

2- الأعراض السلوكية

يتجاوز الرهاب الاجتماعي الخجل العادي، فالخوف الشديد يؤدي للتجنب الاجتماعي المفرط، خاصة فيما يتعلق بالمواعدة والحفلات والمقابلات والتحدث إلى الغرباء. وقد يؤدي هذا الخوف أيضًا إلى تغيرات سلوكية كبيرة تظهر على الشخص في صورة:

  • الكذب لمحاولة الظهور بشكل أفضل أو الحفاظ على المظهر الاجتماعي.
  • الهروب من المواقف الغير مريحة.
  • تجنب الاتصال بالعين تمامًا.
  • تجني المصافحة.

3-الأعراض الفسيولوجية

تظهر بعض الأعراض الجسدية على مريض الرهاب الاجتماعي كأي نوع آخر من الفوبيا، حيث يتم تفعيل استجابة القتال أو الهروب fight-or-flight response في الجسم، والتي تظهر في صورة:

  • شحوب الجلد وبرودته.
  • صعوبة في التنفس.
  • زيادة ضربات القلب.
  • تعرق شديد.
  • رعشة.
  • غثيان.

أسباب الأمراض النفسية الجسدية واعراضها وطرق علاجها ؟

الأضرار والمضاعفات الناتجة عن الإصابة بالرهاب الاجتماعي

في حالة عدم تلقي العلاج الصحيح للرهاب الاجتماعي في أسرع وقت ممكن، فإنه سوف يؤثر بشكل كبير على روتين الحياة اليومي، ويصعب من أي مهام يكون الشخص محاطًا فيها بتجمعات كبيرة، كما من الممكن أن يؤثر بالسلب على مستوى التحصيل الدراسي والاستمتاع بالحياة. ومن أبرز الأضرار والمضاعفات الناتجة عن الإصابة بالرهاب الاجتماعي:

  • تدني الثقة بالنفس وعدم احترام الذات.
  • التردد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات.
  • النقد السلبي للذات.
  • الحساسية الشديدة تجاه النقد.
  • ضعف مهارات التواصل الاجتماعي.
  • العزلة وصعوبة تكوين علاقات اجتماعية وثيقة.
  • إدمان الخمر أو المخدرات.
  • ضعف المستوى الدراسي أو المهني.
  • محاولات متكررة للانتحار.

كيف يمكن تشخيص اضطراب الرهاب الاجتماعي

يتوقف علاج الفوبيا الاجتماعية على التشخيص الصحيح ومعرفة ما إذا كان هناك أسباب أخرى وراء الشعور بالقلق والرهاب، وفي أغلب الأحيان يعتمد الطبيب على بعض معايير تشخيص اضطراب الرهاب الاجتماعي لوصف العلاج الأمثل، وتشمل تلك المعايير:

  • الفحص الجسدي الكامل لاكتشاف أي أمراض قد تسبب نفس أعراض الرهاب.
  • الأدوية التي يتناولها الفرد.
  • طرح بعض التساؤلات حول المواقف والضغوطات التي تعرض لها الشخص مؤخرًا.
  • التعرف تفصيلًا على الأعراض الجسدية والنفسية التي يعاني منها الفرد.

وطبقًا لمعايير الدليل التشخيصي والإحصائي  للاضطرابات العقلية، يشخص الرهاب الاجتماعي وفقًا للأعراض الآتية:

  • القلق والخوف الدائم والشديد من بعض المواقف أو الأماكن.
  • تجنب الأنشطة الاجتماعية أو أي تجمعات.
  • القلق والتوتر الزائد دون وجود أي مبرر.
  • الضيق والحزن الشديد الذي يعوق سير الحياة اليومية.
  • الخوف من النقد أو الإهانة أو الرفض من قبل الآخرين.
اعراض الرهاب الاجتماعي
اعراض الرهاب الاجتماعي

اقرأ ايضاً: جنون الارتياب اهم المعلومات الواجب عليك معرفتها

علاج الرهاب الاجتماعي

ينقسم العلاج في اضطرابات القلق بشكل عام إلى طربقتين أساسيتين وهما:

1- العلاج النفسي

وهو الطريقة الأولى في علاج الرهاب الاجتماعي، والذي يعتمد على بعض الطرق الحديثة مثل:

  • العلاج الإدراكي السلوكي CBT: وهي الطريقة الأساسية في علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي.
  • علاج القبول والالتزام ACT: وهو فرع من فروع العلاج النفسي السلوكي، يهتم بمحاولة قبول الأعراض السارة بدلًا من محاربتها.
  • المرونة النفسية: القدرة على التكيف مع المتطلبات الظرفية المتغيرة ، لتغيير منظور الفرد ، وتحقيق التوازن بين الرغبات المتنافسة

علاج الرهاب الاجتماعي بالأدوية

تستخدم بعض الأدوية في علاج الرهاب الاجتماعية، وهي مصرحة من مؤسسة الغذاء والدواء مثل:

  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)

وهي المجموعة الأساسية في علاج الرهاب الاجتماعي، حيث تساعد على استعادة توازم نسبة السيروتونين في المخ، ومن أمثلتها: سيرترالين Sertraline، وأسيتالوبرام Escitalopram.

  • مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs)

وهي المجموعة التي استخدمت في علاج الرهاب الاجتماعي قديمًا قبل ظهور الSSRIs ومنها: فينيلزين phenelzine.

  • البنزوديازيبينات

وهي المجموعة البديلة التي تستخدم عن عدم استجابة المريض لمجموعة SSRIs، ولكن لا يمكن استخدامها إلا لفترة قصيرة، حيث أن استخدامها طويل المدى يؤدي إلى التعود والإدمان، ومن أمثلتها: ديازيبام (فاليوم) diazepam (valium).

  • مضادات التشنجات

قد أثبتت بعض الأدوية المضادة للتشنجات فعاليتها في اضطراب القلق الاجتماعي وقد تكون علاجًا بديلًا للبنزوديازيبينات مثل جابابنتين Gabapentine.

علاج الرهاب الاجتماعي
علاج الرهاب الاجتماعي

 اقرأ ايضاً: ما هو اضطراب الشخصية المزدوجة وطرق علاجها

مدة علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي

تتراوح مدة علاج الرهاب الاجتماعي بين 30 و 90 يومًا في حالة إن كانت الأعراض حادة، حيث يسعى الطبيب إلى التخفيف من حدتها باستخدام الأدوية وجلسات العلاج النفسي. وتستمر مدة علاج الرهاب الاجتماعي المزمن لفترة تصل إلى 6 أشهر، بهدف الحفاظ على تحسن حالة المريض على المدى البعيد، وتحسين جودة حياته اليومية.

إحصائيات ودراسات حول اضطراب الرهاب الاجتماعي

أجريت العديد من الدراسات حول ما هو الرهاب الاجتماعي وعدد المصابين به، وثبت أنه أحد اضطرابات القلق الأكثر شيوعًا، ويصيب نسبة تقدر بـ 13% من إجمالي عدد الأشخاص حول العالم. يصيب اضطراب الرهاب الاجتماعي ما يقرب من 12 شخص من ضمن 100 شخص، وقد تتم الإصابة به مرة واحدة أو بصورة متكررة.

الخلاصة حول اضطراب الرهاب الاجتماعي

مرض الرهاب الاجتماهي هو مجرد مرض نفسي يجب التعامل معه على هذا الأساس دون الحاجة إلى الشعور بالإحراج أو العار، وكلما تم أخد خطوة إيجابية نحو العلاج، كلما أصبح التعامب معه أسهل والطريق لعيش حياة طبيعية أقرب.

الأسئلة الشائعة حول اضطراب الرهاب الاجتماعي

تعرف علي اكثر الاسئلة الشائعة حول اضطراب الرهاب الاجتماعي:

هل الرهاب الاجتماعي شائع؟

قد يبدو الاضطراب غريب وغير شائع، إلا أنه من الاضطرابات الموجودة بكثرة كأنواع الفوبيا المختلفة. ولكن نادرًا ما يلجأ الأشخاص للعلاج خوفًا من الوصم.

هل يمكن علاج الرهاب الاجتماعي؟

نعم، توجد عدة طرق وأدوية متوفرة لعلاج الرهاب الاجتماعي والشفاء منه.

في أي عمر يحدث الرهاب الاجتماعي؟

قد توجد عوامل حدوث الرهاب الاجتماعي منذ الطفولة أو حتى في الجينات، ولكن فترة ظهور المرض تبدأ في عمر المراهقة (13 عام).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *