الأرق “اضطراب النوم”  أحد أخطر أنواع المرض النفسي


الأرق هو اضطراب في النوم يتمثل في عدم قدرة المصاب به علي النوم أو البقاء نائما لفترة طويلة مستمرة حتي لو امتلك الفرصة لذلك أو هو عبارة عن اضطراب في النوم أو تقطعه أو انخفاض جودته مما يعود سلباً على صحة المريض النفسية والجسدية، ويمكن أن يعرف بإنه الشكوى من صعوبة بدء النوم أو الاستمرار فيه أو عدم الحصول على نوم مريح خلال الليل أو النهوض مبكراً بغير المعتاد وهو يؤثر على نشاط المصاب خلال النهار. كما تختلف أسبابه وعلاجاته من شخص لآخر حسب حالته وظروفه، يمكن أن يحدث الأرق بشكل مستقل أو نتيجة لمشكلة أخرى.

الظروف التي يمكن أن تؤدي إلى الأرق

توتر- ألم مزمن- قصور القلب-فرط الدرقية- حرقة الفؤاد- متلازمة تململ الساقين- سن اليأس وهناك أيضا بعض الأدوية المؤدية له مثيل كافيين- نيكوتين و الكحول وتشمل عوامل الخطر الأخرى العمل ليلا وانقطاع النفس النومي، وقد يكون الأرق مزمنا ومستمرا ليصل إلى مدة شهرٍ أو أكثر وأغلب حالات الأرق المزمن تكون ثانوية أي أنها عرض أو أثر جانبي لمشكلة صحية أُخرى أو أدوية معينة أو غيرها ولكن قد يكون الأرقأيضاً أوليا أي أنه مشكلة قائمة بحد ذاته وليس نتيجة لمشكلة صحية أُخرى أو دواء معين.

وإلى الآن لم يتم فهم السبب وراء الأرق الأولى بالتحديد ولكن من الممكن أن تحفز بعض الأسباب حدوثه مثل التوتر لمدة طويلة والاضطرابات العاطفية مثلا. ويمكن القول بأنه حالة نفسية طارئة قد تكون مزمنة في بعض الأحيان يكون فيها جسم الإنسان متعبا ومستعدا جدا للنوم ولكن انشغال العقل وعدم راحة تنعكس علي الإنسان بحالة من عدم خمول الدماغ واستمرار نشاطه في التفكير وبالتالي لا يستطيع الإنسان النوم.

كما أن الأرق يعتبر أحد عوارض الاكتئاب او القلق او التوتر او احد عوارض أمراض جسدية مثل الألم أو غيره كما يمكن إرجاع سببه إلى الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين أو تناول المنشطات او بعض الادوية المنبهة.

هل الارق مرض نفسي

لا يعد الأرق مرض نفسي أو عقلي او جسدي، لكنه عرض للعديد من الأمراض الأخرى التي يجب الخضوع لتشخيص دقيق من قبل طبيب مختص، وفي بعض الأحيان قد يكون الأرق نتاج لنمط حياة غير صحي، او ضغوط نفسية شديدة.

تعرف على الفرق بين القلق والوسواس القهري بالتفصيل وطرق علاجه ؟

أسباب الاصابة بالأرق

قسم الأطباء النفسيين أسباب الأرق إلى ثلاث مجموعات وهي

1- الأسباب النفسية

وهي تتمثل في الاضطرابات النفسية وهو أكثر أسباب الأرق شيوعا.

  • وقد أظهرت الدراسات أن 40% من المصابين بالأرق لديهم اضطرابات نفسية  وأن الأسباب النفسية التي تسبب الأرق متعددة فمنها الاكتئاب والقلق والضغوط العائلية والوظيفية وغيرها.
  • كما أن المصاب بالأرق الناتج عن اضطرابات نفسية لا يدرك في معظم الحالات أن السبب في إصابته بالأرق يتعلق باضطرابات نفسية ويخشى الكثير من الناس بأن يوصفوا بأنهم مرضى نفسيين ولكن نظرا لشيوع الاضطرابات النفسية كأحد أهم الأسباب للأرق يجب استكشاف احتمال وجود الأسباب النفسية عند المصابين بالأرق. 
  • كما يشكو المصابون بالاكتئاب من الاستيقاظ المبكر بينما يعاني المصابون بالقلق من صعوبة الدخول في النوم .
  • المنومات والمهدئات حيث يؤدي استعمال المنومات على اضطراب في نوعية النوم وقد تسبب نعاسا أثناء النهار.

2- الأسباب العضوية

  • الأمراض الجسمية مثل آلام الظهر والمفاصل والبطن والصداع والحرارة لذلك نجد أن علاج الأرق هذه الحالة عن طريق العلاج الاساسي.
  • الاضطرابات التنفسية مثل الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم توقف التنفس المركزي وخاصة المصابين بهبوط القلب والحساسية التنفسية لمجرى الهواء العلوي أو السفلي.
  • ارتداد الحمض إلى المرئ وتعني  استرجاع الحمض من المعدة إلى المرئ وأحيانا يصل الحمض إلى البلعوم وهذا أحد الأسباب المعروفة لتقطع النوم والأرق.
  • متلازمة حركة الساقين غير المستقرة حيث أن المصابين بهذا الاضطراب قد ينامون لساعات كافية ولكنهم لا يشعرون بالنشاط والحيوية عند استيقاظهم وهم يصفون نومهم عادة بالنوم الخفيف جدا وعدم القدرة على الاستغراق في النوم.كما أنهم لا يحصلون على النوم العميق بصورة طبيعية.
  • أسباب طبية أخرى مثل الشلل الرعاش وأمراض الكلى واضطراب الغدة الدرقية والسكر.

3- الاسباب المرضية

الاضطرابات العقلية والنفسية مثل اضطراب القلق والاضطرابات المزاجية والاكتئاب والاضطرابات الذهانية، تأثير العقاقير حيث تؤثر بعض الأدوية على قدرة المريض على النوم مثل مضادات الاكتئاب وأدوية الربو وأدوية ضغط الدم المرتفع والمسكنات وأدوية الحساسية والبرد وفقدان الوزن لاحتوائها على الكافيين أو بعض المواد المحفزة الأخرى.

أسباب الاصابة بالأرق
أسباب الاصابة بالأرق

معلومات هامة حول أنواع اضطرابات الشخصية وكيفية التعامل معها ؟

ما هي أعراض القلق عند النوم

تتمثل أبرز أعراض القلق عند النوم في مجموعة من العلامات الجسدية والنفسية والسلوكية، وهي:

  • عدم القدرة على النوم لساعات كافية أو متواصلة.
  • الاستيقاظ المتكرر من النوم.
  • الاستيقاظ في وقت مبكر.
  • الشعور بالإجهاد عند الاستيقاظ من النوم.
  • الاكتئاب والقلق والارتباك.
  • التوتر الشديد.
  • فقدان القدرة على التركيز.
  • صعوبة الانتباه.
  • ضعف الذاكرة.
  • ارتكاب الأخطاء بصورة متكررة.
  • التعرض للحوادث باستمرار.

كيف يمكن تشخيص الأرق

يجري الطبيب تشخيصًا دقيقًا دقيقًا لحالة المريض للتعرف على السبب الحقيقي خلفه، ويستخدم في ذلك:

  • الفحص الجسدي

في حالة إن كان السبب الحقيقي خلف الأرق مجهول يجري الطبيب فحصًا بدنيًا للبحث عن الأمراض الجسدية التي قد تكون مسئولة عنه، وفي بعض الأحيان يوصي بفحص الدم لتبين إذا ما كان هناك مشكلة مثل قصور أو نشاط الغدة الدرقية وغيرها.

  • تحديد نمط النوم

يوجه الطبيب بعض الأسئلة للتعرف على عدد ساعات النوم وعدد مرات الاستيقاظ أو مستوى النعاس خلال فترة الصباح الباكر.

متلازمة التعب المزمن وما هي  الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج

أنواع الأرق

هناك ثلاثة أنواع مختلفة من الأرق في حد الأطباء.

الأرق العرضي أو المؤقت

وهو الذي يدوم ما بين ليلة واحدة إلى بضع أسابيع والجميع تقريبا قد يعاني منه في وقت من الأوقات بسبب القلق وضغوط الحياة.

الأرق الحاد أو قصير المدى

وهو الذي يحدث عندما تتراوح فترة عدم انتظام النوم أو عدم القدرة على النوم لفترات متواصلة بثلاثة أسابيع إلى ستة أشهر

الأرق المزمن

وهو الذي يحدث عندما يستمر الأرق لفترة طويلة قد تصل إلى سنوات وهو النوع الأكثر خطورة .

الأضرار والمضاعفات الناتجة عن الإصابة بالأرق

الأرق المزمن قد يسبب بعض الأضرار والمضاعفات التي تمتد لتشمل الصحة الجسدية والنفسية، وأهمها:

  • ضعف الأداء المدرسي.
  • صعوبة إنجاز المهام الوظيفية.
  • بطء ردود الأفعال.
  • زيادة احتمالات التعرض للحوادث.
  • القلق والاكتئاب.
  • تعاطي أو إدمان المخدرات.
  • ارتفاع مستوى ضغط الدم.
  • زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية.

حقائق ومعلومات هامة حول اضطراب الذهان المشترك وما هي مراحل علاجه

علاج الأرق

تعداد أنواع علاج الأرق و لكن يعتمد الأطباء على أنواع محددة وتنقسم إلى

  • العلاج الطبي

وهو الذي يستخدم في حالة ما إذا كان الأرق ناتجا عن مرض عضوي أو نفسي حيث أن العلاج الحقيقي هو وصف الأدوية المناسبة ومن هذه الأدوية الأقراص المنومة وأشهرها البنزوديازيبين والفاليوم إلا أن معظمها يسبب نوعا من التعود حيث يصبح المريض لا يستطيع النوم بدون الدواء وقد يحتاج الأمر إلى تقليل الجرعة بالتدريج لكسر اعتماد المريض على الدواء .

مضادات الحساسية مثل الدايفينهايدرامين للمساعدة على النوم فكما هو معروف فإن النعاس من الآثار الجانبية لمضادات الحساسية أقراص الميلاتونين التي تقوم بضبط دورة الاستيقاظ والنوم لدى الإنسان، الأعشاب أيضا دور في العلاج مثل نبات الفاليريانا الذي يتم تعبئته الآن في كبسولات ووصفه لمصابي الأرق وأيضا الكاموميل (الشيح) وحشيشة اللافندر.

  • العلاج الشعبي

شرب الحليب الدافئ حيث انه يحتوي علي نسبة عالية من التريبتوفان وهو مهدئ طبيعي وجد أيضا أن إضافة العسل إلى الحليب يؤدي إلى سرعة امتصاص الجسم للتريبتوفان.

علاج الأرق

عادات بعض الشعوب في التخلص من الأرق

  • حيث ان في ألمانيا ينصح الأطباء بتناول كوب من الحليب بالعسل.
  • في امريكا فينصح بالتثاؤب 10 مرات متتالية لأن التثاؤب يساعد على استرخاء العضلات والأعصاب مما يبدد الأرق ويساعد على الاستغراق في النوم.
  • فرنسا فينصح بالنهوض من الفراش واستبدال الملاءة بأخرى ثم الاستسلام للنوم بدون التفكير في موضوع الأرق.
  • في الهند فينصح برقصة الفيل للتغلب على الأرق حيث يقوم المصاب بالأرق بتقليد اهتزازات الفيل بطريقة آلية وببطء شديد فتبعث رتابة الحركات وتكرارها الكسل خمول العضلات مما يجلب اليه النوم.

ما هي أعراض الاكتئاب النفسية وما هي طرق علاجها

هناك ايضا طرق علاجية أخرى وهي

مضادات الهستامين وهي الاكثر انتشاراً واستخداماً لكنّها قد تتسبب بآثار جانبية مثل الشعور بالهدوء والخمول خلال اليوم والدوار وضعف الحركة وجفاف الفم وتشويش في الرؤية والإمساك وزيادة الوزن واحتباس في البول كما ان قد يعتاد الجسم بسرعة على بعض الأدوية مثل دواء الديفينهيدرامين حيث يحدث هذا الاعتياد عادةً خلال ثلاثة أيام
هرمون الميلاتونين وهو هرمون يتم إفرازه من الغدة الصنوبرية ويكون وقت الذروة إفرازه الطبيعيّ في الجسم بين الساعة الثانية بعد منتصف الليل إلى الساعة الرابعة بعد منتصف الليل ويهبط مستواه قبيل الفجر ويقل إفرازها الطبيعي مع زيادة العمر.

  • التربتوفان

ويستخدم لتحسين النوم عند الأشخاص المُصابين بالأرق بالرغم من وجود أبحاث قليلة لإثبات فاعليتها.

  • مضادات مستقبلات الأوركسين

حيث تعمل على إعاقة عمل بعض المواد الكيميائية في الدماغ التي تتسبب في إبقاء الشخص يقظاً وبالتالي فإن هذه الأدوية تحفز وتحسن النوم، وتستخدم أنواع أُخرى من الأدوية لكن لم يتم التصريح باستخدامها من الجهات الرسمية ومنها الجابابنتين وهو دواء يستخدم لعلاج الآلام المزمنة وتمت دراسة استخدامه في بعض اضطرابات النوم مثل متلازمة تململ الساقين.

هل يمكن علاج الأرق بدون أدوية

بعض الحالات البسيطة يمكن علاجها من الأرق دون استخدام أدوية، ويعتمد الطبيب على بعض النصائح هي:

  • ممارسة تمارين التنفس العميق لتخفيف القلق والخوف.
  • التعبير عن الأفكار والمشاعر بطرق إيجابية مثل التدوين.
  • الابتعاد عن الأشخاص الذين يسببون التوتر والقلق وينشرون السلبية.
  • تعلم المهارات الصحيحة للتعامل مع المشكلات والضغوط.
  • عدم لوم الذات على المشكلات أو الأزمات.
  • إتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

كيفية التعامل مع مريض جنون العظمة معلومات هامة تعرف عليها

الوقاية من الأرق

الذهاب للنوم في موعد ثابت والاستيقاظ يوميا في موعد ثابت، الامتناع عن شرب المنبهات كالشاي والقهوة لعدة ساعات قبل النو م واستبدالها بمشروبات أخرى كالحليب مثلا:

  • تجنب الغفوات النهارية.
  • الحرص على أن تكون غرفة النوم مريحة ومعتدلة الحرارة هادئة ومظلمة.
  • القيام ببعض التمارين الرياضية كالمشي، وعدم الإجهاد بتمارين عنيفة فقد يكون مفعولها عكسيا.
  • الابتعاد عن الكحول.
  • عدم تناول العشاء متأخرا.
  • تجنب وجود حيوان أليف بجوارك على الفراش أثناء النوم.
  • تعرض لضوء الشمس في الصباح.
  • تناول الماء يوميًا بكمية وفيرة وقبل النوم مباشرة أيضًا وينصح الأطباء بتناول من 6 – 8 أكواب على مدار اليوم.
  • تجنب بقدر الإمكان تناول المزيد من الكحوليات يوميا.
  • التوقف عن التدخين.
  • محاولة ممارسة اليوجا وتمارين الاسترخاء المختلفة لأنها تجعل الحالة النفسية أفضل.
  • عدم  الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر لساعات دون إعطاء راحة للعين لأن هذا الأمر من أسباب التعرض للأرق.
  • عدم وضع ساعة رقمية جانب الرأس أثناء النوم لأنها تبعث موجات قصيرة تؤدي إلى زيادة الأرق طوال الليل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *