هكذا كانت تجربتي مع الصدمة النفسية بالتفصيل ومراحل علاجها


الصدمة النفسية هي استجابة مفاجئة وعاطفية لحادث مؤلم، حيث يتكون لدى الشخص رد فعل طويل الأمد، ولا يمكن التنبؤ بمشاعره، ويفشل في مواجهة ذكريات الماضي، ويعاني من توتر شديد في العلاقات الشخصية، وتظهر عليه بعض الأعراض الجسدية مثل الصداع والغثيان، ويجد الشخص صعوبة بالغة في المضي قدمًا في حياته، واليوم أقدم لك تجربتي مع الصدمة النفسية بالتفصيل ومراحل علاجها.

حقيقة تجربتي مع الصدمة النفسية

تجربتي مع الصدمة النفسية بدأت عندما تعرضت لحادث تصادم سيارة وأنا برفقة والدي، ولم استطع مساعدته، وبعد ساعات على الحادث، توفى فور نقله إلى المستشفى، وهنا توقفت حياتي بأكملها، ولم أستوعب ما حدث كل يوم تراودني ذكريات الحادث، أشعر كأنني أعيشه لأول مرة، وبنفس القوة، أصبحت غير قادر على مواصلة حياتي، واضطررت إلى استشارة طبيب نفسي للتخلص من المعاناة التي تسيطر علي.

معلومات تهمك حول اسباب واعراض الاضطرابات العصبية النفسية وكيفية علاجها

أسباب إصابتي بالصدمة النفسية

أصبت بالصدمة عندما فقدت والدي في حادث تصادم مروع، ولكن هناك أسباب وعوامل مختلفة أخرى تعرفت عليها خلال تجربتي مع الصدمة النفسية، أبرزها:

  • معايشة كارثة طبيعية مثل الزلازل أو الأعاصير أو الحرائق.
  • التعرض لعنف جسدي أو جنسي مثل حوادث الاغتصاب أو سوء المعاملة أو انتحار أحد المقربين.
  • حوادث التصادم المروعة.
  • أعمال العنف المتعلقة بالحروب أو الإرهاب أو السطو المسلح.
  • الانفصال أو الطلاق.
  • حوادث السقوط أو الإصابات القوية أثناء ممارسة الرياضة.
  • الموت المفاجئ لأحد أفراد الأسرة.

على الرغم من أن العوامل السابقة قد تمر دون ترك آثارًا خطيرة وتسبب صدمة نفسية لدى البعض، إلا أنها تصبح السبب الأساسي إذا توافرت فيها الشروط الآتية:

  • عدم استعداد الفرد للحدث.
  • وقوع الحدث فجأة.
  • الشعور بالعجز عن منع الحادث.
  • وقع الحادث بشكل متكرر.
  • إذا اتسم الحادث ينطوي بالقسوة الشديدة.
  • وقوع الحادث خلال فترة الطفولة.

تعرف علي تجربتي مع اضطراب ما بعد الصدمة بالتفصيل والأضرار الناتجة عنها

علامات الإصابة بالصدمة النفسية التي ظهرت علي

علامات الإصابة بالصدمة النفسية تختلف من شخص لآخر، حيث قد تنتهي الآثار العاطفية والجسدية خلال أيام أو أسابيع قليلة، في حين أن البعض تكون الأعراض لديهم حادة ومتزايدة وتستمر لفترة طويلة، خاصة إذا تزامنت مع وجود ضغوط حياتية قوية، وعدم توافر الدعم اللازم من المحيطين، ومن تجربتي مع الصدمة النفسية تشمل قائمة الأعراض الأكثر شيوعًا:

1- العلامات الذهنية

  • فرط التفكير في الحادث.
  • كوابيس.
  • صورة مرئية للحادث.
  • فقدان الذاكرة وضعف التركيز.
  • الارتباك.
  • تقلب الحالة المزاجية.

2- العلامات السلوكية

  • تجنب الأماكن أو الأنشطة التي تثير الذكريات المؤلمة.
  • العزلة الاجتماعية.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة والهوايات.

3- العلامات الجسدية

  • الإرهاق والتعب الشديد.
  • عدم انتظام نبضات القلب.
  • الأرق.
  • آلام العضلات المزمنة.
  • العجز أو الضعف الجنسي.
  • تغير أنماط النوم والأكل.
  • أوجاع بجميع أنحاء الجسم.

4- العلامات النفسية

  • الخوف الشديد.
  • سلوكيات قهرية.
  • الابتعاد عن الآخرين.
  • اكتئاب.
  • الشعور بالذنب.
  • الهياج والغضب.
  • القلق والذعر.

علامات الإصابة بالصدمة النفسية التي ظهرت علي

هل يمكن علاج المرض النفسي بدون طبيب؟ إليك التفاصيل كاملة

مراحل الصدمة النفسية التي عانيت منها

على الرغم من حدوث الصدمة النفسية بشكل مفاجئ، إلا أن معاناتي معها تطورت بمرور الوقت وفقًا لبعض المراحل التي شرحها لي الطبيب المعالج، وهي:

  • مرحلة التأثير

تحدث مباشرة عقب التعرض لحدث صادم، وفيها يكافح الشخص بقوة للتكيف مع الصدمة، وينتابه القلق الشديد شديد القلق، ويتملكه الشعور بالذنب.

  • مرحلة الإنكار

يحاول المصاب باضطراب ما بعد الصدمة خلال هذه المرحلة تجنب المشاعر أو الذكريات الصعبة التي تراوده، ويحدث ذلك دون وعي في بعض الحالات، وقد يلجأ الشخص إلى بعض الطرق غير المشروعة لتجاوز مشاعر الألم والحزن، مثل تعاطي المخدرات أو الكحول.

  • مرحلة التعافي قصير المدى

خلال هذه المرحلة يتم وضع حلول فورية وسريعة للمشاكل، ويحاول الفرد التكيف مع نمط الحياة اليومية، واستعادة الإحساس بالحياة الطبيعية، وتستمر الكوابيس والأفكار المزعجة، ولكن يمكن التغلب عليها بمساعد الطبيب أو الأشخاص المحيطين.

  • مرحلة التعافي طويل الأمد

يتعامل المريض خلال هذه المرحلة مع الآثار اللاحقة لصدماته، المتمثلة في الشعور بالخوف والقلق ورؤية الكوابيس، ويساعد العلاج على تخفيف هذه الأعراض السلبية والتغلب عليها بمرور الوقت، ومع تلقي الدعم المستمر من الأصدقاء والعائلة والأطباء، يمكن للأشخاص التعافي، وعيش حياة أكثر هدوءًا وراحة.

علامات التعافي من الصدمة النفسية

عندما يتعرض الشخص لصدمة قوية، يدخل الجسم والذهن في حالة من اليقظة الشديدة، ويمكن وصف الوضع هنا بـ “الطارئ”، حيث يبعث العقل سلسلة من الإنذارات، ويستوجب الأمر قدر كبير من الطاقة خلال فترة زمنية قصيرة لمحاولة البقاء على قيد الحياة. علامات التعافي الأساسية من الصدمة النفسية تتضمن انتهاء الوضع الطارئ، وعدم الحاجة إلى مستويات عالية من الطاقة لمواصلة الحياة، كما يستعيد الجسم توازنه، ويحدث هذا في غضون شهور قليلة من بدء العلاج على يد طبيب نفسي.

معلومات تهمك حول اسباب واعراض الاضطرابات العصبية النفسية وكيفية علاجها

أضرار الصدمة النفسية التي عانيت منها اثناء تجربتي

عانيت خلال تجربتي مع الصدمة النفسية من أضرار عديدة ومدمرة، كانت تؤثر على جميع جوانب حياتي، وتضمنت الأضرار ما يلي:

  • تعاطي المخدرات.
  • الضعف الجنسي.
  • تدهور علاقتي بالأقارب والأصدقاء.
  • العدوانية والعنف.
  • العزلة والانطواء بعيدًا عن الجميع.
  • الجدال المستمر مع المحيطين.
  • الشعور المستمر بالخطر.
  • سلوكيات متهورة واندفاعية.
  • عدم القدرة على اتخاذ خيارات صحيحة.
  • الشعور بالاكتئاب والخجل واليأس.

تأثير الصدمة النفسية على الدماغ

تؤثر الصدمة النفسية على الدماغ بصورة كبيرة وبأشكال مختلفة، بدءً من طريقة اتخاذك للقرارات وصولاً إلى الاستجابة المفاجئة وغير الواعية للأحداث، وجزء أساسي من صعوبة التعافي من الصدمات النفسية يرجع إلى تأثيرها على مناطق مختلفة من الدماغ، وفقًا لأحد الدراسات، فإن الصدمة تؤثر على 3 أجزاء من الدماغ هم اللوزة وهي المسئولة عن المشاعر، والحُصين وهو الجزء المتحكم في الذاكرة، وقشرة الفص الجبهي التي تنظم مبعد الاستجابات العاطفية والنبضات، والأجزاء الثلاث يتحكمون في مستوى الإجهاد.

عندما تتذكر تجربة مؤلمة، فإن اللوزة تجعلك تعيش الصدمة وكأنها تحدث لأول مرة، ويتم عرقلة عمل قشرة الفص الجبهي، لذا لا تستطيع التحكم في خوفك، أو اتخاذ قرار ورد فعل صحيح، تخفض الصدمة نشاط مركز الحُصين والذي يتحكم في إمكانية التمييز بين الماضي والحاضر، بمعنى آخر لا يمكن للدماغ التمييز بين الحدث الفعلي والذكريات المتعلقة به، ويرى الشخص الأشياء المثيرة للحادث على أنها تهديدات، على صعيد آخر، تتسبب الصدمة اليقظة المفرطة للعقل مما يؤدي إلى ضعف ذاكرتك، وفقدان القدرة على التحكم في الانفعالات.

هكذا كانت تجربتي مع اضطراب الشخصية الحدية بالتفصيل

مراحل علاج الصدمة النفسية بالتفصيل

قد يكون من الصعب التعامل مع الصدمة النفسية، أو مواجهة المشاعر والذكريات الناتجة عنها، لكن الحصول على مساعدة طبية متخصصة هي الطريقة الوحيدة للتعافي، وتتمثل مراحل العلاج بالتفصيل في الخطوات الآتية:

1- التشخيص وتقييم الحالة

قبل بدء العلاج يقوم الطبيب بتشخيص الحالة وإجراء تقييم شامل للأعراض، والتعرف على الاحتياجات الفردية للمريض.

2- العلاج النفسي

في معظم الحالات يوصى الطبيب بإتباع العلاج النفسي إلى جانب الدوائي، خاصة إذا كانت الصدمة شديدة ومستمرة لفترة طويلة، ويهدف خلاله إلى اكتشاف بداية الصدمة، والتعرف على الذكريات التي تراود المريض، وتدريبه على الطرق الصحيحة للتعامل معها، إضافة إلى تغيير السلوكيات إلى الأفضل، وتنمية مهارات ضبط النفس.

3- العلاج الدوائي

بالنسبة للبالغين، يلجأ الطبيب إلى استخدام مضادات الاكتئاب مثل باروكستين وسيرترالين، خاصة إذا كان العلاج النفسي غير كافي، أو في الحالات التالية:

  • وجود تهديد مستمر ينذر بإصابة المريض بمزيد من الصدمات.
  • بطء استجابة المريض للعلاج النفسي.
  • المعاناة من اضطراب آخر مثل الاكتئاب الشديد.
  • تساعد الادوية المضادة للقلق على تقليل أي أعراض الاكتئاب والخوف والحزن، وتحسين القدرة على النوم، ولا يتم وصفها عادة للأشخاص دون 18 عامًا.

يتم إيقاف مضادات الاكتئاب تدريجيًا في حالة تعافي المريض، ويكون ذلك من خلال تقليل الجرعات على مدار شهر أو أكثر، لتجنب أعراض الانسحاب القوية.

مراحل علاج الصدمة النفسية بالتفصيل

أدوية علاج الصدمة النفسية

إليك قائمة تضم أهم 5 أدوية يلجأ إليها الأطباء لعلاج أعراض الصدمة النفسية، والتخفيف من حدتها:

  • زولوفت Zoloft.
  • سيرترالين sertraline.
  • كويتابين quetiapine.
  • باروكستين paroxetine.
  • اريبرازول aripiprazole.

اهم النصائح للتعامل مع الصدمة النفسية

النصائح التالية تساعدك على التعامل مع الصدمة النفسية بطريقة صحيحة، وتشعرك بالراحة، وتشمل:

  1. حاول ألا تحبط نفسك أو تغضب إذا لم تستطع القيام بالأشياء بالشكل الصحيح.
  2. لا تفرط في تناول الادوية أو تلجأ إلى المخدرات لكي تتأقلم مع الأعراض.
  3. لا تتخذ قرارات مصيرية ومفاجئة قبل الشعور بالتحسن.
  4. واجه ما تشعر به ولا تمنع نفسك من تذكره.
  5. أفصح عن مشاعرك لشخص يفهمك ويدعمك.
  6. مارس بعض الأنشطة التي تبقيك منشغلًا معظم الوقت كي لا تعيق الصدمة مواصلتك لحياتك.
  7. خصص وقت للراحة إذا شعرت بالإرهاق الشديد.
  8. استخدم تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التأمل واليوجا.
  9. عبر عن مشاعرك بمجرد الإحساس بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *