حقائق ومعلومات تهمك حول تجربتي مع الفصام وكيف قمت بعلاجه


وجه إليّ الكثيرين أسئلة حول تجربتي مع الفصام وكيف قمت بعلاجه، لذا قررت مشاركتكم هذه التجربة، ربما تساعد بعض المعلومات التي أقدمها لكم في تقديم الدعم لأحبائكم من مرضى الفصام، إليكم كل ما عرفته عن هذا الاضطراب خلال رحلتي معه.

ما هو مرض الفصام

الفصام هو اضطراب عقلي مزمن، يعاني المصابين به من هلاوس وأوهام وتفسير الواقع بشكل غير عقلاني، يؤثر على الحياة اليومية بشكل سلبي، بحيث يعيق القدرة على الأداء الجيد في العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية، ويشعر مرضى الفصام بالخوف والميل إلى تجنب الآخرين.

وعلى عكس الاعتقاد الشائع أن الفصام هو تعدد أو انقسام الشخصية، إلا أن الحقيقة أنه مرضًا ينطوي على أعراض ذهانية يشعر المصاب به بصعوبة التفريق بين الواقع والخيال، ومزيجًا من الهلاوس السمعية والبصرية وغيرها، فيبدو العالم كأنه خليطًا من أفكار وصور وأصوات مربكة.

تعرف على الفرق بين الفصام وتعدد الشخصيات وطرق علاج كلاهما؟

إحصائيات علمية حول عدد مصابين الفصام

تشير إحصائيات علمية حول عدد مصابين الفصام أن هناك نحو 24 مليون شخص مصابًا به في العالم، أي 1 من كل 300 شخص، ويصيب الفصام البالغين بمعدل 1 من كل 222 شخص أي بنسبة 45 بالمائة، ويعد الفصام أحد الاضطرابات العقلية غير الشائعة، ويبدأ المرض عادة آواخر فترة المراهقة وبداية البلوغ، ويصيب الرجال والنساء بنسبة متساوية إلا أنه يبدأ مبكرًا عند الرجال مقارنة بالنساء، وكلما بدأ الفصام مبكرًا كانت الأعراض شديدة، وقد يصيب الأطفال في سن الخامسة لكنه عادة لا يبدأ قبل سن المراهقة.

وتقول الإحصائيات حول الفصام أن الأشخاص المصابين به أكثر عرضة للوفاة بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بغيرهم، ويرجع ذلك لأسباب جسدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المعدية والتمثيل الغذائي.

العلامات التي ظهرت علي أثناء تجربتي مع الفصام

العلامات التي ظهرت علي أثناء تجربتي مع الفصام كانت تتعلق بالأفكار والإدراك والسلوكيات والمشاعر، وهي عادة أعراض الإصابة بالفصام، وتشمل:

  • الأوهام

هي معتقدات خاطئة حول الذات والعالم، ولكن تصبح حقيقية لدى الشخص المصاب فقط، ومهما قدم الآخرين أدلة على عدم صحتها، على سبيل المثال، الاعتقاد أن هناك كارثة عالمية على وشك الحدوث، أو امتلاك قدرات خارقة أو أن الآخرين يرغبون في إيذائك.

  • الهلوسة

هي رؤية أو سماع أو الشعور باللمس أو شم رائحة أو تذوق أشياء غير حقيقة تمامًا، والهلاوس الأكثر شيوعًا هي سماع أصوات أو رؤية أشخاص وهميين.

  • التفكير والكلام غير الواضح

فقدان القدرة على التفكير مما يؤدي إلى الثرثرة بكلام غير مفهوم أو الحديث غير المنتظم، مما يعيق التواصل مع الآخرين، أيضًا في حالات نادرة يكون الكلام دون معنى.

  • سلوك حركي غير طبيعي

سلوكيات لا تصوب على هدف، مثل التصرفات الطفولية أو غير اللائقة، أحيانًا عدم الرضوخ للتعليمات، والتحرك بشكل مفرط وغير متزن.

  • الأعراض السلبية للفصام

تشمل هذه الأعراض إهمال النظافة الشخصية، وفقدان العاطفة، وعدم التواصل بالعين مع الآخرين، وعدم وجود تعابير وجه والتحدث بنبرة أقرب إلى اللاشعور.

تعرف علي طرق علاج اضطراب الشخصية الفصامية

أسباب أدت إلى حدوث تجربتي مع الفصام

لم يحدد لي الطبيب بشكل دقيق أسبابًا أدت إلى حدوث تجربتي مع الفصام، ولكن أخبرني أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالفصام، مثل:

  • الجينات الوراثية

وجود تاريخ عائلي مع مرض الفصام أو إصابة أحد الأقرباء من الدرجة الأولى، من الممكن أن تؤدي إلى إصابتك بالفصام.

  • بنية الدماغ

أظهرت دراسات التصوير العصبي أن هناك اختلاف في بنية الدماغ لدى الأشخاص المصابين بالفصام عن غيرهم من الأصحاء.

  • كيمياء الدماغ

خلل المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين والغلوتامات، يؤدي إلى الإصابة بالفصام، وبالرغم من عدم التأكد من تلك الاعتقادات إلا أن العلماء يشيرون إلى الفصام كونه مرضًا في المخ.

أسباب أدت إلى حدوث تجربتي مع الفصام 

هكذا كانت تجربتي مع الفصام

في عمر 14 عامًا بدأت تظهر عليَّ بعض الأعراض الغريبة مثل الانسحاب الاجتماعي وصعوبة في التركيز وتدني مستواي الدراسي وتقلبات مزاجية بين مكتئب بعض الوقت وفجأة أتحول إلى نشيط ومرح وغير قادر على النوم، وقد لاحظ والدي هذه التغييرات وبدأ يبحث عن تفسير لها، حتى علم أنها الأعراض المبكرة لمرض الفصام، وقبل مرور 6 أشهر على وجود الأعراض المبكرة للفصام، ذهب والدي إلى الطبيب وطلب منه عمل تشخيص لتلك الأعراض، وشخصني الطبيب بـ مرض الفصام، وبدأت رحلة العلاج والتزمت بكافة تعليمات المعالج.

وأصبحت الآن في عمر 25 عامًا أستطيع التأقلم مع الأعراض ولا أسيطر عليها من خلال العلاج وأعيش حياتي بشكل طبيعي مثل مريض السكري تمامًا، يمكنني الاهتمام بعملي وأسرتي وأنشطتي اليومية مع الاستمرار في العلاج واتباع نمط صحي في كافة جوانب حياتي، النوم والأكل والرياضة، وهكذا كانت تجربتي مع الفصام.

حقائق قد لا تعرفها حول الفرق بين الذهان والفصام

مراحل علاج مرض الفصام التي مررت بها

الفصام مرض يتطلب علاجًا مستمرًا كونه اضطرابًا مزمن،مثل مرض السكري، وإليك مراحل علاج مرض الفصام التي مررت بها:

1- العلاج الدوائي

العلاج الدوائي هو خط المواجهة الأول لمرض الفصام، وتستخدم بهدف إدارة الأعراض، ومن الأدوية الأكثر شيوعًا في علاج الفصام هي مضادات الذهان، ويصف الطبيب لك حجم الجرعات وطريقة تناولها وعدد المرات يوميًا.

2- العلاج النفسي

يبدأ العلاج النفسي عندما تتراجع الأعراض بعد تناول الأدوية المضادة للذهان، وهناك العديد من برامج العلاج النفسي التي يختارها لك الطبيب، مثل:

  • العلاج الأسري.
  • التأهيل السلوكي والمعرفي.
  • تدريب المهارات الاجتماعية.
  • التأهيل المهني.

علامات الشفاء من مرض الفصام

أبرز علامات الشفاء من مرض الفصام هي عودة تواصل المريض مع الواقع، وتراجع الأعراض السلبية للمرض، مثل:

  • القدرة على الاعتناء بالنفس، مثل الاهتمام بالمظهر الخارجي والنظافة الشخصية.
  • عودة العلاقات الاجتماعية مثل التواصل مع الأسرة والأصدقاء والاهتمام بالعمل.
  • إدارة الأوهام والضلالات وعدم الاستجابة لها.
  • التفريق بين الهلاوس السمعية والبصرية والواقع.
  • السيطرة على النفس وعدم الاستجابة للعنف والأفكار السلبية.
  • إظهار التعاطف مع الآخرين وفهم واستيعاب مشاكلهم.

تحليل الشخصية الفصامية وما هي الأسباب والأعراض والأضرار

أدوية تساعد في العلاج من مرض الفصام

عادة يتم استخدام العلاج الدوائي بهدف السيطرة على الأعراض ومن بينها القلق والهلوسة والأوهام ومشاكل التفكير، ويطلق عليها مضادات الذهان، وإليك أسماء أدوية تساعد في علاج مرض الفصام:

1- مضادات الذهان القديمة “الجيل الأول”:

  • كلوربرومازين.
  • فلوفينازين.
  • هالدول.
  • بيرفينازين.
  • ثيوثيكسين.
  • ترايفلوبيرازين.

2- مضادات الذهان الحديثة أو غير النمطية “الجيل الثاني”:

  • اريبيبرازول.
  • اريبيبرازول لوروكسيل.
  • سافريس.
  • بريكسبيرازول.
  • كلوزابين.
  • لوراسيدون.
  • اولانزابين.
  • سيروكويل.
  • زيبراسيدون.
  • ريسبيردال.

أدوية تساعد في العلاج من مرض الفصام 

مدة علاج مرض الفصام

الفصام مرض مزمن، يحتاج علاجًا مدى الحياة، ولكن يمكن السيطرة عليه بشكل كبير والتعايش معه عندما يبدأ علاجه خلال الأعراض الأولية له أو في ال6 أشهر الأولى من المرض، ولذلك تختلف مدة علاج مرض الفصام من مريض لآخر، نظرًا لاختلاف مرحلة الأعراض ومدة الإصابة بالمرض والاستجابة للأدوية.

كيف يمكنك أن تتعامل مع مريض الفصام الذهاني ؟

من الأكثر عرضة للإصابة بمرض الفصام

بالرغم من عدم وجود دراسات تؤكد أسباب الإصابة بالفصام، إلا أن هناك بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة به، إليك الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الفصام:

  • الأشخاص الذين لديهم أقرباء مصابين بمرض الفصام.
  • الأشخاص الذين تعرضوا لتعثرات في الحمل والولادة، مثل التواجد في بيئة محاطة بالسموم، أو سوء تغذية الأم.
  • تعاطي المخدرات أو شرب الكحول في مرحلة مبكرة مثل المراهقة أو الشباب.

الأسئلة الأكثر انتشارًا حول الموضوع

إليك أبرز الأسئلة التي طرحت عليًا أثناء تجربتي مع الفصام:

هل هناك قصص لنجاح مرضى الفصام؟

نعم، قصص نجاح مرضى الفصام كثيرة ومتعددة ولكن عادة لا يخبركم بها أحد، خاصة لأنه مرض سيء السمعة في مجتمعنا، إلا أنني أحد هذه القصص فقد كنت مريَا متعافيًا من الفصام وتمكن من السيطرة على حياتي والنجاح في عملي وصنعت علاقات صداقة مع الآخرين ممتدة حتى اليوم.

هل هناك خطر على أولاد مريض الفصام؟

نعم، أولاد مريض الفصام من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الفصام، لأن هناك بعض الأبحاث التي أشارت لوجود عامل وراثي لانتقال المرض في العائلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *